(24) الملاطفة والممازحة لأهل البيت
محمد صالح المنجد
ملاطفة الزوجة والأولاد من الأسباب المؤدية إلى إشاعة أجواء السعادة والألفة في البيت..
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية - محاسن الأخلاق -
ملاطفة الزوجة والأولاد من الأسباب المؤدية إلى إشاعة أجواء السعادة والألفة في البيت، ولذلك نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم جابراً أن يتزوج بكراً، وحثه بقوله: «فهلا بكراً تُلاعبها وتُلاعبك وتضاحكها وتضاحكك»، الحديث في عدة مواضع في الصحيحين ومنها (البخاري مع الفتح:9/121).
وقال صلى الله عليه وسلم: «كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع، ملاعبة الرجل امرأته..» (رواه النسائي في عشرة النساء ص:87 وهو في صحيح الجامع)، وكان صلى الله عليه وسلم يلاطف زوجته عائشة وهو يغتسل معها، كما قالت رضي الله عنها: "كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء بيني وبينه واحد، فيبادرني حتى أقول: دع لي دع لي، قالت: وهما جنبان" (مسلم بشرح النووي:4/6).
وأما ملاطفته صلى الله عليه وسلم للصبيان فأشهر أن تذكر، وكان كثيراً ما يلاطف الحسن والحسين كما تقدم، ولعل هذا من الأسباب التي تجعل الصبيان يفرحون بمقدمه صلى الله عليه وسلم من السفر فيُهرعون لاستقباله، كما جاء في الحديث الصحيح: «كان إذا قدم من سفر تُلقي بصبيان أهل بيته» (صحيح مسلم:4/1885-2772، وانظر الشرح في تحفة الأحوذي:8/56).
وكان صلى الله عليه وسلم يضمهم إليه كما قال عبد الله بن جعفر: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تُلقي بنا، فتُلقي بي وبالحسن أو بالحسين، قال: فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة" (صحيح مسلم:4/1885-2772، وانظر الشرح في تحفة الأحوذي:8/56).
قارن بين هذا وبين حال بعض البيوت الكئيبة لا فيها مزاح بالحق، وملاطفة ولا رحمة.
ومن ظن أن تقبيل الأولاد يتنافى مع هيبة الأب فليقرأ هذا الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «من لا يرحم لا يُرحم» (السلسلة الصحيحة:483).