هل أنت أوعى من عمر؟

منذ 2014-06-12

تطالعنا وسائل الإعلام المعاصرة المختلفة سواء كانت الفضائيات أو الإنترنت أو الصحف الموجهة ضد الإسلام بألوان شتى من الهجمات العشوائية و المدروسة، الصريحة و المستترة التي تمس الأصول و الثوابت قبل غيرها مستخدمة كل أنواع النفعيين على إختلاف مللهم ونحلهم بما فيهم من ينتسبون إلى الإسلام اسمًا.

تطالعنا وسائل الإعلام المعاصرة المختلفة سواء كانت الفضائيات أو الإنترنت أو الصحف الموجهة ضد الإسلام بألوان شتى من الهجمات العشوائية و المدروسة، الصريحة و المستترة التي تمس الأصول و الثوابت قبل غيرها مستخدمة كل أنواع النفعيين على إختلاف مللهم ونحلهم بما فيهم من ينتسبون إلى الإسلام اسمًا. وهولاء أنفسهم منقسمون إلى أنواع عديدة؛ فمنهم الجاهل الذي يحسب نفسه مسلمًا ويعرب عن تمسكه بذلك لكنه يتحدث عن إسلام من اختراعه هو، و يناقش ويجادل بغير علم، ولو قارنته بأهل الجاهلية لوجدتهم أشد فهمًا للإسلام منه.

 ومنهم المنافق الذي يعي جيدًا خطر ما ينفثه من سموم لتدمير العقيدة الإسلامية وقد وصفتهم سورة البقرة في ثلاث عشرة آية في حين تكلمت عن الكافرين في آيتين اثنتين لأن الخطر دائمًا يكون أشد حين يأتي من حيث لا تتوقع.

هذا بخلاف المنهجية والمنطق الذي يتحدثون به ليفرغوا الدين من محتواه دون أن يدري السامع مع استخدام مقولات حق أريد بها باطل، ولذا توعدهم الله سبحانه وتعالى بالدرك الأسفل من النار.

هذا فضلًا عن أصحاب المذاهب الفاسدة والفرق الضالة التي تهدف إلى إشاعة البلبلة والتشتت في عقول المسلمين.

أما عن غير المسلمين الذين يستخدمون قنوات و مواقع مخصوصة للنيل من الإسلام بكلياته و جزئياته فحدث ولا حرج.

أما الجمهور المستهدف لهولاء وأولئك فهو عامة المسلمين وليس بالطبع علماءهم ودعاتهم الصادقين الذين تحصنوا بالعلم والإخلاص و رغم ذلك فهولاء ليسوا في مأمن من الفتن إلا بحفظ من الله و رعايته.

و مع كل ذلك فمن عجب أن تجد قطاعا كبيرًا من عامة المسلمين الذين يوجد بينهم من لا يعرف أحكام التيمم بل الطهارة و الصلاة التي هي عماد الدين، ولا يعرف أصول العقيدة الإسلامية البسيطة التي تشترط لصحة إيمانه.

بالرغم من كل ذلك و أكثر تجده ملازمًا للبرامج الحوارية التي برع شياطين الإنس في إعدادها لتجرده من ثوابته شيئًا فشيئًا و هو فاقد أقل درجات الحصانة و هو الحد الأدنى من العلم.

وأني والله لأهجر كل هذه المواد بكل كياني حرصًا على وقتي وغيرة على ديني و حفاظًا على عقلي كذلك؛ فهل أنا أوعى من عمر رضي الله عنه وأفهم لديني منه، فقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم تعرضه لصحف اليهود فقد ورد في السيرة:

«أن عمرَ بنَ الخطابِ أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكتابٍ أصابه من بعضِ أهلِ الكتابِ فقرأه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغضب وقال أمُتهوِّكون فيها يا ابنَ الخطابِ والذي نفسِي بيدِه لقد جئتكم بها بيضاءَ نقيةً لا تسألوهم عن شيءٍ فيُخبِروكم بحقٍّ فتكذبوا به أو بباطلٍ فتصدقوا به والذي نفسِي بيدِه لو أن موسَى كان فيكم حيًّا ما وسعه إلا أن تبِعَني»

(المصدر: مجمع الزوائد؛ رقم: [1/179])

سهام علي

كاتبة مصرية، تخرجت في كلية الإعلام، وعضوة في هيئة تحرير موقع طريق الإسلام.

  • 3
  • 0
  • 1,089

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً