الظُلْم
إن لم يتقِ الظالم دعوة المظلوم فإن الله يغارُ الله على عبده الذي لجأ إليه وكله ثقة به أنه لا بد ناصره، وأنه لا بد آخذ على يد ظالمه أخذًا يليق بعِزَّته وعدله، فيستجيب بإنصاف المظلوم من ظالمه إنصافًا يليق بجلاله وعدله في الدنيا بالانتقام منه.. فهو القادر على كل دابةٍ هو آخذ بناصيتها.
الظلم أمرٌ عظيم، له وقع مؤلم على نفس المظلوم، ويجرُّ وبالًا رهيبًا على الظالم يوم التغابن، فقد قال صلى الله عليه وسلم: « » (الراوي: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، المُحدِّث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: [2447]، خلاصة حكم المُحدِّث: صحيح).
ألا يعلم الظالم أنه عندما يظن وهمًا إحكامَه الخناقَ على ضحيته، وأنه لا بد باطشُ بمظلومه، فيجد المظلوم أنه قد أحاط به ظلم ظالمه، فلا يبقى لديه حينئذ إلا الفرار إلى العزيز الجبار بمظلمته شاكيًا إليه ظالمه، وهو أعلم بحاله. وهاهنا ينصح رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الظالم فيقول له: « » (الراوي: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، المُحدِّث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: [2448]، خلاصة حكم المُحدِّث: صحيح).
فإن لم يتقِ الظالم دعوة المظلوم فإن الله يغارُ الله على عبده الذي لجأ إليه وكله ثقة به أنه لا بد ناصره، وأنه لا بد آخذ على يد ظالمه أخذًا يليق بعِزَّته وعدله، فيستجيب بإنصاف المظلوم من ظالمه إنصافًا يليق بجلاله وعدله في الدنيا بالانتقام منه.. فهو القادر على كل دابةٍ هو آخذ بناصيتها.
أما في الآخرة فالأمر جَلل، فإن الظالم يُفلِس من حسناته ثم يأخذ من سيئات مظلومه كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم: «
الخلاصة:
أيها المظلوم لا تقنط من عدل الله وإنصافه لك في الدنيا أو الآخرة أو كليهما..
أيها الظالم اتقِ دعوة المظلوم ورفع مظلمته إلى أعدل العادلين، فتعض بنان الندم على ظلمك لمظلومك عندما يصيبك ما هو صائبك لا محالة في الدنيا أو الآخرة أو كليهما، وحينئذ لن يمحُ ظلمَك لعباده لا صومٌ ولا صلاة، فإن مظالم العباد لا يغفرها الله إلا عندما يسامحون فيها. ولا تستهن أيها الظالم أبدًا بدعاء المظلوم..
قال الإمام الشافعي رحمة الله:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ *** ولكن! لها أمدٌ وللأمدِ انقضاء
فلتتحللن من مظلمة مظلومك اليوم قبل غد، فإن الموت يأتي بغتة.
والله أعلم.
- التصنيف: