دلالات مهمة لانهيار الحكم الطائفي في العراق
لا نبالغ عندما نقول أن الانتصار الذي تحقَّق في العراق زلزال يقلِب كل الحسابات، ويفرض واقعًا جديدًا جديرًا بالتأمُّل. فهذا الإنجاز الكبير له العديد من النتائج التي تتخطى آثارها العراق إلى المنطقة كلها، وسيترتب عليه الكثير من المكاسب لصالح استقلال أمتنا.
نهاية اللعبة الأمريكية وانكسار مشروع إيران التوسعي:
انهار جيش المالكي الطائفي، وانهارت معه اللعبة الأمريكية في العراق، وسط حالة من الذهول للسقوط السريع لنظام أنفقت عليه أمريكا المليارات واعتبرته إيران نموذجًا للتصدير الطائفي في سوريا واليمن ودول الخليج.
لقد نجح المجلس العسكري لثوار العشائر الذي يقود الثورة الآن ومعه مقاتلو الدولة الإسلامية الأشداء الذين تتقدَّمهم سمعتهم القتالية المرعبة -رغم الغموض والجدل الدائر حولهم-، وفصائل مجاهدة عراقية أخرى مثل أبناء الطريقة النقشبندية، نجحوا في دحر جيش المالكي وفكَّكوه في ساعات قليلة، فحرَّروا الموصل في الشمال، وزحفوا جنوبًا ليُحرِّروا باقي المحافظات، فكنسوا جيش المالكي الذي تكون من ميليشيا طائفية بتسليح وتدريب أمريكي، فطهَّروا كركوك وصلاح الدين ووصلوا إلى مشارف العاصمة واستعدادًا لخوض معركة بغداد الكبرى، لتحريرها ودخول المنطقة الخضراء التي يتحصن بها المالكي وأركان حكمه.
هذا التطور السريع يأتي تتويجًا لجهاد أبناء العراق والأمة في التصدي للجيوش الصليبية التي غزت العراق في 2003م، وكسرت الجيش الأمريكي ومعه الجيوش الغربية التي ظنَّت أن احتلال العراق نزهة فسقطت في محرقة جعلتهم يهربون وينسحبون، وتابوا وأنابوا.
لقد كبَّد العراقيون أمريكا وحلفائها خسائر جسيمة قضت على الأسطورة العسكرية الأمريكية، وأطاحت بجورج بوش وأعادت أمريكا إلى خلف المحيط وانهت إلى الأبد الحلم الامبراطوري الأمريكي الذي استعدُّوا له مع بداية الألفية.
اقرأ مقالنا: بالأرقام والوثائق.. ذبح الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان
ولذلك.. فإن أبطال العراق لهم أفضال على الأمة كلها فهم الذين أنقذوا العرب من مخطط بوش والمحافظين الجدد.
وبعد الانسحاب الأمريكي والغربي تحمل أبناء السُنّة بطش حكم المالكي الطائفي وصبروا، حتى فاض بهم الكيل من إجرام ميليشيا ارتكبت فظائع ومارست التطهير الطائفي الذي وصل إلى قصف مدن السُنّة بالمدافع والصواريخ والبراميل المتفجرة.
واضطر أبناء السنة إلى مواجهة الإجرام الطائفي منذ 6 شهور تقريبًا، بدأت في الأنبار غرب العراق وامتدت لباقي محافظات السنة الست، ويبدو أن الإرادة الفولاذية للثوار والمجاهدين السنة المدافعين عن أنفسهم وأعراضهم وعقيدتهم كانت أقوى كثيرًا من إرادة الميليشيا الطائفية المجرمة التي عاثت في الأرض فسادًا.
لا نبالغ عندما نقول أن الانتصار الذي تحقَّق في العراق زلزال يقلِب كل الحسابات، ويفرض واقعًا جديدًا جديرًا بالتأمُّل. فهذا الإنجاز الكبير له العديد من النتائج التي تتخطى آثارها العراق إلى المنطقة كلها، وسيترتب عليه الكثير من المكاسب لصالح استقلال أمتنا.
هذه بعض النتائج لزلزال العراق:
- انتهاء اللعبة الأمريكية في بلاد الرافدين، لقد فشلت أمريكا في حكم العراق وها هو النظام العميل الذي صنعته ينهار ويتبخَّر.
- انكسار المشروع الإيراني المتحالِف مع الغرب في التوسع بالمنطقة على حساب السُنّة.
- عندما تتحد كل مكونات الأمة يتحقق النصر، ففي الاتحاد قوة وفي الفِرقة تشتُّتٌ وضعف.
- أمريكا والغرب معها لن يدافعوا عن العملاء وسيتركونهم يقاتلون وحدهم حتى يسقطوا.
- الشعوب العربية هي التي تُحدِّد خريطة المستقبل وليس غرف العمليات في أمريكا والغرب.
وهناك الكثير من الدلائل الأخرى لكن ليس هذا وقتها.. ودعونا ننتظر لنرى ماذا أعدَّ المجاهدون في العراق من مفاجآت، فنحن أمام زلزال مستمر لم يتوقف، ومن سرعة هزاته فالتقديرات مرتبكة، والتحليلات متضاربة.
لكن أيًّا كانت النتائج فهي في صالح الأمة بإذن الله، فنحن على أبوابٍ مرحلة جديدة، نحن على الحاجز الأخير لإعادة رسم الخريطة، ولكن هذه المرة بأيدي أبناء الأمة العربية والإسلامية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أنصح بالرجوع إلى ما كتبته من قبل في مقال بعنوان: (أبشِروا.. فلم يبقَ إلا الحاجز الأخير!).
- التصنيف:
جمال الشاطر
منذ