بر الأمان
منذ بدء الخليقة وغاية ما تبحث عنه المرأة في الحياة هو الأمان، وإنطباعها عن الزواج إنه الوسيلة لتحقيق ذلك لأنها في حاجة إلى الرفقة الدائمة و الشعور بالحماية والإحساس بالإحتواء.
منذ بدء الخليقة وغاية ما تبحث عنه المرأة في الحياة هو الأمان، وانطباعها عن الزواج إنه الوسيلة لتحقيق ذلك لأنها في حاجة إلى الرفقة الدائمة و الشعور بالحماية والإحساس بالإحتواء.
وإن كانت هذه الأفكار و الانطباعات لا تبعد كثيرًا عن الحقيقة ولكنها في حاجة إلى الصقل، ففي مجتمعاتنا الشرقية تزرع في عقولنا مفاهيم حول رجولة الرجل وأنوثة المرأة وكأنهما من عالمين مختلفين، وكأن كلمة إنسان لا تجمعهما معًا، فإن كانت كل الشرائع والأعراف والقيم تقسم وتصنف الوظائف على نحو رجالي ونحو نسائي ولكنها لم تضع حدا فاصلا بين هذه الوظائف بحيث يصبح من العار على أي منهما لو تجاوزهذه الحدود .
وقد وحد الاسلام بينهما داخل الإطار الإنساني في المشاعر والأحاسيس والأفكار والغرائز وإن تفاوتت فى الكم والكيف. فمن الأخطاء الشائعة في أسالبينا الشرقية في التربية هو تصوير الرجل على أنه وحده مصدرالقوة ومصدر الحكمة، وتصوير المرأة على أنها الجانب الضعيف الذي يستعيض عن ضعفه بالمكر والدهاء وهذه الأفكار هي أول عثرة في طريق السعادة الزوجية.
فالدين كما جعل الرجل كفيلا بحماية المرأة جعلها سكناً له وهو نوع من الحماية ولكن من المرأة للرجل وهذه نوعية العطاء الذي يجب أن يكون متبادلاً بين الزوجين .
فكفالة الرجل للمرأة لا يعني مجرد جلب القوت والمأوى، وولاء المرأة للرجل لا يعني مجرد تنظيف المسكن وإعداد المأكل وإنما الأمر أعمق من ذلك بكثير.
أنه قدرة كل من الطرفين على منح الآخر الشعور بالقوة والثقة بالنفس وتلك هي الحقيقة التي تغفل عنها دائما المرأة بسبب أفكارها الموروثة عن قوة الرجل، فهي لا تدرك أنها تمثل العنصر الأول لتحقيق قوته.
فإن قيل أن وراء كل رجل عظيم امرأة؛ وعظمة الرجل هو سر قوته فنحن نجد أن بعض النساء بفكرهن المنحرف بدلا من أن تحاول تأكيد هذم المزية لدى الرجل تحاول هدمها خشية أن تكون هي الضحية الأولى لهذه القوة وتكون النتيجة الحتمية لهذه المحاولة الحمقاء إما أن تهتز ثقة الرجل بنفسه أو يفقد ثقته بالمرأة وفي الحالتين تكون قد حكمت حكما نهائيا بالإعدام على الأمان الذي طالما بحثت عنه.
- المصدر: