جُدْ بالخير في رمضان
لن يجد المسلم سبيلًا أفضل ولا أخير من سبيل محمد صلى الله عليه وسلم، ولن يجد فِعالًا يتقرَّب بها إلى الله أفضل من فعالٍ فعلها محمد صلى الله عليه وسلم، فما أجمل التقرَّب إلى الله بالجود في رمضان كما كان يتقرَّب محمد صلى الله عليه وسلم.. خاصةً في الدول التي يكثُر فيها الفقراء وتكثُر حاجاتهم الأساسية من مطعمٍ وملبسٍ وستر.
روى الإمام البخاري: "أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلةٍ في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة".
قال الزين بن المنير: "وجه التشبيه بين أجوديته صلى الله عليه وسلم بالخير وبين أجودية الريح المرسلة - أن المراد بالريح ريح الرحمة التي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام، الذي يكون سببًا لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي: فيعم خيره وبِرَّه من هو بصفة الفقر والحاجة ومن هو بصفة الغنى، والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم" (فتح الباري).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: