(26) علقوا السوط حيث يراه أهل البيت
محمد صالح المنجد
أما استعمال الضرب دون الحاجة فإنه اعتداء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لأنه لا يضع العصا عن عاتقه أي ضراب النساء، أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقاً تقليداً لبعض نظريات الكفار في التربية، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية..
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
«علقوا السوط حيث يراه أهل البيت» (أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/332، وهو في السلسلة الصحيحة برقم:1446)، التلويح بالعقوبة من وسائل التأديب الراقية، ولذلك جاء بيان السبب من تعليق السوط أو العصا في البيت.
وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه آدب لهم» (أخرجه الطبراني:10/344-345، وهو في السلسلة الصحيحة برقم 1447)، ورؤية أداة العقاب معلقة يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفاً أن ينالهم منه نائل، ويكون باعثاً لهم على التأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة،
قال ابن الأنباري: "لم يرد به الضرب به لأنه لم يأمر بذلك أحداً، وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم" (انظر فيض القدير للمناوي:4/325).
والضرب ليس هو الأصل أبداً، ولا يلجأ إليه إلا عند استنفاد الوسائل الأخرى للتأديب، أو الحمل على الطاعات الواجبة، كمل قوله تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء:34]، على الترتيب ومثل حديث: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» (سنن أبي داود:1/334، وانظر إرواء الغليل:1/266).
أما استعمال الضرب دون الحاجة فإنه اعتداء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لأنه لا يضع العصا عن عاتقه أي ضراب النساء، أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقاً تقليداً لبعض نظريات الكفار في التربية، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية.