أربعون نصيحة لإصلاح البيوت - (28) فصل النساء عن الرجال في الزيارات العائلية

منذ 2014-06-25

الإنسان مدني بطبعه، واجتماعي بفطرته، والناس لا بد لهم من أصدقاء، والأصدقاء لا بد لهم من مزاورات، فإذا كانت الزيارة بين العوائل فلا بد من سد منافذ الشر بعدم الاختلاط..

الإنسان مدني بطبعه، واجتماعي بفطرته، والناس لا بد لهم من أصدقاء، والأصدقاء لا بد لهم من مزاورات، فإذا كانت الزيارة بين العوائل فلا بد من سد منافذ الشر بعدم الاختلاط، ومن أدلة تحريم الاختلاط قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} [الأحزاب من الآية:53]، وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد كثيرة منها:

غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل، فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن تكشف عنده، في قوله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور من الآية:31]، ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط ما لا تتزين به لزوجها مطلقاً.

رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد الدين والخلق، والثوران المحرم للشهوات.
ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع، عند ما ينظر هذا إلى زوجة ذاك، أو يغمز هذا زوجة ذاك، أو يمازحها ويضاحكها والعكس، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات.

الرجل: لماذا ضحكت من كلمة فلان، وليس في كلامه ما يضحك؟
المرأة: وأنت لماذا غمزت فلانة؟
الرجل: عند ما يتكلم هو تفهمين كلامه بسرعة، وكلامي أنا لا تفهمينه على الإطلاق؟
وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق.

يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عند ما يقارن الرجل زوجته بزوجة صاحبه، أو تقارن المرأة زوجها بزوج صاحبتها، ويقول الرجل في نفسه: "فلانة تناقش وتجيب.. ثقافتها واسعة، وامرأتي جاهلة، ما عندها ثقافة.."، وتقول المرأة في نفسها: "يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن"، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة.

تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم إدعاءً وكذباً، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته، وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» (رواه البخاري، الفتح 9/317)، ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات، وآفات اللسان، وترك الأولاد الصغار في البيوت -حتى لا تُفسد السهرة بالصياح!

وقد تتطور الأمور إلى اشتمال هذه السهرات المختلطة على أنواع عظيمة من الكبائر، مثل: (الخمر والميسر)، وخصوصاً في أوساط ما يسمى بالطبقة المخملية، ومن الكبائر التي تسري عبر هذه المجالس الاقتداء بالكفار، والتشبه بهم في الزي والعادات المختلفة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم» (رواه الإمام أحمد في المسند 2/50 وهو في صحيح الجامع 2828، وكذلك 6025).

محمد صالح المنجد

أحد طلبة العلم والدعاة المتميزين بالسعودية. وهو من تلاميذ العالم الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه.

  • 10
  • 0
  • 14,812
المقال السابق
(27) المنكرات في البيت
المقال التالي
(29) أخرجوا المخنثين من بيوتكم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً