ابدأ في رمضان - (18) إطعام الطعام

منذ 2014-06-25

قال الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا . إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا . فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا . وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}..

لتكن البداية شهر رمضان.. عسى أن نُولَد من جديد.. ويوم العتق يوم عيد.

من الصعب على القلب أن تمر على جائع لا يجد قوت يومه.. ومن الصعب أن تمر على من يبحث على ما يسد به جوعه من أكوام القمامة.

ومن الأصعب أن يستمر هذا الجوع في رمضان فلا يجد الفقير ما يسد رمقه بعد صيام يومٍ كاملٍ.. خاصةً لو كان الصوم في حرِّ الصيف وشدته.

لذا.. فلنتعهد الفقراء ما استطعنا طوال العام ونخص شهر رمضان بزيادة اهتمام لما له من فضل وأولوية في ظل الصيام والجوع والعطش.

قال الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا . إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا . فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا . وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان 8-12].

قال صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» (أخرجه أحمد، والنسائي، وصحَّحه الألباني).

قال شيخ الإسلام: "والمراد بتفطيره أن يشبعه" اهـ (الاختيارات، ص: [194]).

وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات.

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وداود الطائي، ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.

قال أبو السوار العدوي: "كان رجال من بني عدي يُصلُّون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعامٍ قطٍ وحده، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه".

وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سببًا في دخول الجنة: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا» (رواه مسلم: [54]).

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 6
  • 0
  • 19,893
المقال السابق
(17) الصدقة
المقال التالي
(19) العمرة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً