خطة اغتنام شهر رمضان
هذه خطة عامة وأما الخطة التفصيلية فيضعها كل إنسان حسب وقته وحياته التي هو أعلم بها.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي من علينا بشهر رمضان ونسأله بمنه وكرمه أن يبلغنا إياه وأن يجعلنا فيه من الفائزين؛ والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ أما بعد:
لو تأملنا في القرآن والسنة لوجدنا أن التقوى التي هي المقصود من صيام رمضان تقوم على خمسة أركان عظيمة حتى تتحقق في هذا الشهر وهي:
الركن الأول: الصيام الذي كتبه الله علينا في هذا الشهر وهو المميز الأساس لهذا الشهر.
الركن الثاني: القرآن وهو الذي أُنزل في هذا الشهر، وفي رمضان كان يراجع جبريل القرآن مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه مرة حتى كان العام الذي مات فيه راجعه معه مرتين.
الركن الثالث: الصلاة وقد وردت الشريعة بالحث على قيام رمضان كاملًا وقيام ليلة القدر خاصة ووردت السنة ببيان اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في ليالي العشر الأواخر منه.
الركن الرابع: الإنفاق فشهر رمضان شهر الجود وكان النبي صلى الله عليه وسلم جوادًا وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فلهو أجود بالخير من الريح المرسلة.
وورد الحث على تفطير الصائمين فيه وبيان عظيم أجر من فعل ذلك.
الركن الخامس الدعاء: ومن ذلك ما ورد في عظيم مكانة دعاء الصائم خصوصًا عند فطره.
فمن أراد أن يغتنم رمضان ويفوز فيه فليحافظ على هذه الأركان الخمسة فيصوم صومًا حقيقيًا يدع فيه قول الزور والعمل به ويبتعد فيه عن الذنوب والخطايا ويكون فيه حسن الخلق فلا يرفث ولا يفسق.
ولتكن صلاته صلاة روح وجسد لا صلاة جسد تغيب عنها الروح ولا يفرط في قيامه مع الإمام من أول الشهر إلى آخره.
وليكن له ورد من القرآن لا يقل عن ورد مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل في المرة الأخيرة ومن زاد على ذلك فرمضان شهر القرآن.
وليكن له نفقة يومية ولو بإطعام صائم واحد وتفطيره وكل حسب قدرته واستطاعته.
وليتذكر أن رمضان فرصة لإصلاح الدنيا والآخرة وكل ذلك يستجلب بالدعاء فليكن كثير رفع اليدين بالدعاء وليدندن في دعائه دندنة مقصىدها الأعظم سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار.
وليعلم المسلم أن الاعتكاف آخر الشهر يجمع كل ما ذكرنا فليحرص عليه إن استطاع ولم يضع بسببه ما هو أوجب وأعظم.
ختامًا: هذه خطة عامة وأما الخطة التفصيلية فيضعها كل إنسان حسب وقته وحياته التي هو أعلم بها.
وفقنا الله وإياكم لاغتنام الشهر والفوز فيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم / مصلح بن زويد العتيبي
- التصنيف:
- المصدر: