أفكار للداعيات - (9) مع الأهل

منذ 2014-07-21

هنا والله سوق التجارة الرابحة، فاعرضي بضاعتك وأسعدينا بنشاطك واجعلي أمة محمد صلى الله عليه وسلم تفخر بوجود مثيلاتك ممن جعلن الإسلام أكبر همهن.

أهلك هم أغلى الناس عندك، قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]. فلا بد أن يكون نصيبهم منك نصيب الأسد. فعند زيارتك لأهلك تلمسي مواضع ضعف الإيمان في كل فرد حاولي أن تعالجيها بأساليب مختلفة ومتنوعة.

فمثلًا النقاش المباشر، والنقاش غير المباشر حول القضية. والقدوة الحسنة أو القصص أو الشريط والكتيب.

وعمومًا التكرار والتنويع مع الحكمة يأتي بنتيجة حسنة بإذن الله أو على الأقل ببعض النتيجة.

لكن لا تيأسي، تكلمي معهم تعرفي على مشاكلهم، ثم حاولي بعد ذلك أن تأخذي بأيديهم، ولا تتعجلي الثمار فإن من آفات الدعوة العجلة.

لقد تغرسين ويجني غيرك الثمار، وربما ترينها في حياتك وربما يراها غيرك بعد مماتك، ولكن يبقى لك فضل غرسها، وحسبك أجر الدعوة إلى الله فهذا خير عظيم. قال صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء...» الحديث.

أختي الداعية... لا بد أن يكون هناك اجتماع بين أفراد العائلة.

فقد يكون هناك اجتماع دوري أسبوعي مصغر، وقد يكون هناك اجتماع دوري شهري يضم عددًا أكبر من أفراد العائلة، بل يضم جميع الأقارب. فأين أنت من هذه الاجتماعات؟

هنا والله سوق التجارة الرابحة، فاعرضي بضاعتك وأسعدينا بنشاطك واجعلي أمة محمد صلى الله عليه وسلم تفخر بوجود مثيلاتك ممن جعلن الإسلام أكبر همهن، فكن تاجًا على الرأس ونورًا على الجبين وحياة للغافلين بما يبعثنه من روح الإسلام في قلوب الأموات. قال تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [الأنعام:122].

 

وإليك بعض الأفكار الدعوية للاستفادة من التجمعات العائلية:

أ- الفائدة: عبارة عن كلمة موجزة لا تتجاوز نصف ساعة فيها موعظة مثلًا عن سرعة زوال الدنيا أو ترغيب بالجنة والعمل الصالح، أو ترهيب من النار ومن التهاون بالمعاصي أو التحدث عن بعض أمور الطهارة التي يجهلها كثير من النساء أو إحياء لسنة اندثرت أو تكاد... ونحو ذلك.

 

ب- مسابقة الشريط:

تقومين باختيار شريط جيد في مادته العلمية، ومناسب لمستوى أسرتك العلمي، يعالج نقاط الضعف عندهم، فمن شريط في موضوع عقدي إلى آخر في موضوع فقهي إلى ثالث في ترغيب أو ترهيب وهكذا...

على أن تراعي أثناء وضع أسئلة مسابقة الشريط الاختصار في الاجابة وعدم التطويل لأن الهدف من هذه المسابقة هو سماع الشريط والاستفادة منه، وليس نقل الشريط في ورقة الإجابة فإن ذلك مدعاة للتراخي وعدم المشاركة في المسابقة خصوصًا من ذوي الهمم الضعيفة.

 

جـ- مسابقة حفظ القرآن الكريم:

وإليك بعض الأفكار فيها:

1- حفظ السور والآيات التي لها فضائل خاصة مثل سورة الملك، آية الكرسي، الآيات الأخيرة من سورة البقرة، الآيات العشر من أول سورة الكهف... إلخ.

2- حفظ جزء تبارك حسب ترتيب المصحف، ففي كل لقاء يتم تسميع سورة واحدة فقط.

3- حفظ (جزء عم) مناسب جدًا للأمهات ق كبار السن ولمن تعاني من صعوبة الحفظ أو كثرة الأشغال والأولاد. وذلك بتحديد عدد معين من قصار السور حسب ترتيب المصحف في اللقاء أو -الدورية- القادمة، وهكذا يتم التدرج في حفظ جزء عم.

مثلًا: الدورية القادمة سوف نقوم إن شاء الله بتسميع السور التالية: الناس، الفلق، الإخلاص، المسد، النصر، الكافرون، الكوثر، الماعون، قريش، ثم فيما بعد يراعى التقليل من عدد السور المطلوب حفظها حسب طول السورة.

4- قد يوجد في الأسرة بعض الأفراد ممن قد من الله عليهم بحفظ جميع الآيات والسور السابقة، فمثل هؤلاء بإمكانك أن تعملي لهم مسابقة في حفظ سورة البقرة ونحوها، ففي كل لقاء يتم تسميع وجه أو نصف وجه وهكذا...

5- إذا كانت المستويات في الحفظ بين أفراد الأسرة والأقارب متباينة جدًا، فبإمكانك عمل فرعين لمسابقة القرآن الكريم.

فمثلًا فرع في حفظ جزء تبارك، وفرع في حفظ جزء عم حتى تعم الفائدة للجميع ومن رغبت في أن تشترك في الفرعين فلا بأس وهو الأفضل.

 

د- عمل مسابقة:

وهي عبارة عن بعض الأسئلة الخفيفة السريعة التي يترتب عليها فائدة، بعد أن تكوني قد تأكدت من صحة المعلومة، وهذا مهم جدًا مع التعليق البسيط على الإجابة بأسلوب دعوي جذاب.

فمثلًا إذا كان السؤال: اذكري ثلاثة من أسماء يوم القيامة؟

فبعد الإجابة عليه من الحضور حبذا لو كان هناك تعليق بسيط بطريقة فيها خشوع وخشية من الله. مثلًا: أرأيتم يا أخوات كيف تعددت أسماء القيامة وكل اسم منها يقرع القلوب قرعًا، وهكذا الشيء إذا عظم أمره تعددت أسماؤه نسأل الله أن يجعلنا وإياكم في ذلك اليوم من الآمنين.

حاولي أن تركزي على الأسئلة التي ينبني عليها فائدة حقيقية كتصحيح بعض الأخطاء في العقائد والعبادات.

وتجنبي الأسئلة التي لا فائدة منها، وإنما هي مجرد تحصيل حاصل، ولا بأس ببعض الألغاز والأسئلة المسلية، حتى تنتعش النفوس وتشعر بالمرح والفائدة في نفس الوقت.

 

هـ- في بعض المناسبات العائلية تكون هناك حركة بيع وشراء بين النساء فما المانع أن تساهمي في هذه الحركة من خلال الاتفاق مع إحدى البائعات بأن تحضري لها مجموعة من الكتيبات والأشرطة فتقوم بعرضها للبيع مع بضاعتها على أن تعطيها مقابل تعاونها معك مكافأة تشجيعية.

 

و- بإمكانك القيام بهذه الفكرة الطريفة وذلك بتوزيع الأرقام على الحاضرات في الاجتماع العائلي الدوري وقبل نهاية الاجتماع يتم اختيار أحد الأرقام، ويقدم لحاملته هدية رمزية على صلتها لرحمها وحرصها على الحضور وقبل أن نقدم لها الهدية نطلب منها أن تقدم فائدة سريعة للحاضرات، مثلًا عن صلة الرحم أو عن آداب المجلس أو عن تربية الأولاد ونحوه.

  • 2
  • 0
  • 1,914
المقال السابق
(8) في المنزل
المقال التالي
(10) مع الأهل (المجلة العائلية)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً