وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
نحن بشر لنا مشاعر وأحاسيس وأفكار وآمال، مما يجعلنا نختلف لإختلاف هذه الآمال والأفكار والمشاعر والأحاسيس، ثم في أحيان كثيرة نتخاصم، ثم وللأسف الشديد نتقاطع ونتهاجر إلا من رحم الله، ومن المؤسف حقاً أن التهاجر والتقاطع وعدم الارتياح الشخصي صار علامة مسجلة بين الأقارب إلا من رحم الله.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار والصلاة والسلام على من جاء بشريعة السلام.
أما بعد:
فنحن بشر لنا مشاعر وأحاسيس وأفكار وآمال، مما يجعلنا نختلف لإختلاف هذه الآمال والأفكار والمشاعر والأحاسيس، ثم في أحيان كثيرة نتخاصم، ثم وللأسف الشديد نتقاطع ونتهاجر إلا من رحم الله، ومن المؤسف حقاً أن التهاجر والتقاطع وعدم الارتياح الشخصي صار علامة مسجلة بين الأقارب إلا من رحم الله.
والشيطان له تركيز وعمل متخصص في التحريش في جزيرة العرب ففي الحديث: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب؛ ولكن في التحريش بينهم» (صحيح مسلم:2812).
عمومًا لن أطيل في أسباب التهاجر؛ لكن كيف نستفيد من رمضان في علاج هذه المشكلة؟!
جاء في الحديث: «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» (صحيح الترمذي:2688).
فاذا كان التحاب والتواد سبب لدخول الجنة؛ فلا شك أن التقاطع والتهاجر مانع من دخولها.
ولا يخفى عليكم حديث الرجل الذي كان يداين الناس: «كان رجلٌ يُداينُ النَّاسَ، فكان يقولُ لِفَتاه: إذا أتَيْتَ مُعْسِرًا فتجاوَزْ عنه، لعلَّ اللهَ أن يتجاوَزَ عنَّا، قال: فلقِيَ اللهَ فتجاوَزَ عنه» (البخاري:3480)، فمن تجاوز عن الناس تجاوز الله عنه، ومن عفا عن الناس عفا الله عنه.
قد تكون أنت المظلوم، وأنت صاحب الحق، وقد تكون أنت من وقع عليه الخطأ وليس منه.
لكن كن أنت خير من أخيك: «...وخيرهما الذي يبدأ بالسلام » (صحيح البخاري:2637).
أرحام قُطعت، وصداقات ماتت، وجيران لا يلقي بعضهم السلام على بعض.. من أجل ماذا؟!
لا نعتبر هذه الكلمات مقال يقرأ فقط؛ بل دعونا نطلق منه حملة تسامح ومحبة ترضي الرحمن وتغيظ الشيطان.
ولنقم بالتالي:
١- تصفية قلوبنا وتطهيرها، والعفو والصفح في ثنايا صدورنا، فاللهم إني أشهدك أني قد عفوت عن جميع من ظلمني أو أخطأ في حقي عامدًا أو جاهل.
٢- المبادرة بالسلام والزيارة والاعتذار وتقريب وجهات النظر، فلنستفد من إقبال النفوس على الله في حل مشاكلنا، ونحن في شهر العفو، وما يدريك لعل كلمة العفو التي تنطق بها، يكون جوابها عتق رقبتك من النار، وما ذلك على الله بعزيز.
قد تكون المبادرة بالعفو والمسامحة ثقيلة على النفس خصوصًا إذا لم يقع الخطأ منك.
لكنها صعبة فقط بالنظر إلى موازين أهل الأرض، أما من تعامل مع الله فالوضع يختلف تماماً.
وتذكر يا أخي قوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان:9]. فقل إنما نصالحكم ونسامحكم لوجه الله.
أرجو منكم تفعيل حملة «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» بين جميع معارفكم وأنشروها احتسابًا في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.. دعونا نعفوا جميعًا الرجال والنساء.
مصلح بن زويد العتيبي
- التصنيف:
- المصدر: