[63] سورة الأعراف (7)
محمد علي يوسف
{آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} يا له من وصف شريف وتزكية ربانية لا تدانيها تزكية مخلوق أو مدح فانٍ.. لكن ثمة كلمات قرآنية معدودة كانت تحول بين هذا الوصف الشريف وتلك التزكية العظيمة وبين نقيضها تمامًا؛ فبعد أن كان الوصف شريفًا والتزكية ظاهرة تحوّل ذلك الذي شهِدَ له الله بالعلم وبأنه أوتي آياته إلى وصفٍ آخر وضيع! وصار مثله كمثل كلب يتطاير اللعاب النجس من بين شدقيه..!
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
{آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا}..
يا له من وصف شريف وتزكية ربانية لا تدانيها تزكية مخلوق أو مدح فانٍ..
لكن ثمة كلمات قرآنية معدودة كانت تحول بين هذا الوصف الشريف وتلك التزكية العظيمة وبين نقيضها تمامًا؛
فبعد أن كان الوصف شريفًا والتزكية ظاهرة تحوّل ذلك الذي شهِدَ له الله بالعلم وبأنه أوتي آياته إلى وصفٍ آخر وضيع! وصار مثله كمثل كلب يتطاير اللعاب النجس من بين شدقيه..!
وبعد أن كان كريمًا عالي الدرجات بعِلمه صارت الغواية نعته والسوء حاله والانسلاخ مآله..!
ذلك لأنه بدَّل وغيَّر ولم يرعَ للنعمة حقها، ولم يعرف للعلم مقامه، ولا للآيات التي في صدره قدرها؛ ففرَّط فيها واختار أن يخلُد إلى الأرض ويتقلَّب في ترابها الحقير ويلهث خلف شهواتها الدنية!
وليُصبِح أنموذجًا لكل من آتاه الله عِلمًا وأكرمه بآياته فنأى عنها وأعرض واستبدلها بعرضٍ زائل.
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف:175-176].
يا ربّ سلِّم.