[98] سورة يونس (6)
محمد علي يوسف
يظن البعض أن بُعدهم عن الله وغفلتهم عن طاعته في السراء سببٌ كافٍ لأن يستحيوا من دعائه، ويخشوا مناجاته أثناء الضراء وأن من العيب أن يرفعوا! وهذا فهم خاطئ وقاصر؛ فباب إجابته مفتوح بل ومن حكم الضراء أن تتضرَّع وتعود..
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -
ويظن البعض أن بُعدهم عن الله وغفلتهم عن طاعته في السراء سببٌ كافٍ لأن يستحيوا من دعائه، ويخشوا مناجاته أثناء الضراء وأن من العيب أن يرفعوا! وهذا فهم خاطئ وقاصر؛ فباب إجابته مفتوح بل ومن حكم الضراء أن تتضرَّع وتعود: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} [الأنعام من الآية:43]..
فليس العيب أن تلجأ إليه في الضراء وتبتهل إليه حين المحنة والبلاء لكن العيب أن تُعرِض عنه بعد إذ نجاك وأن تتولى بعد أن تولاك: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [يونس:12]..
والأسوأ من الإعراض والتولي بعد النجاة هو البغي والتعدي بعد المعافاة..
{فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [يونس من الآية:23]..
فلا تخف من التضرُّع حين البأس، وليكن خوفك من الثبات بعد زواله.