تدبر - [114] سورة هود (12)

منذ 2014-07-12

{يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} كنتَ مرجو النفع يُؤمَّل فيك العقل الراجح والفِكر السديد.. كنتَ محمودًا موقرًا يُقتدى بخُلقك ويُقدِّر قولك.. كنتَ في الماضي.. لكن هذا كان من قبل.. اليوم فقدت مكانتك بيننا بعد أن جرؤت على ثوابتنا وسفَّهت ما توارثناه من آبائنا وكبرائنا وسادتنا..! فلتفقِد قدرك إذن أو فلتكفّ عمّا تقول..!

{يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} [هود من الآية:62]..

كنتَ مرجو النفع يُؤمَّل فيك العقل الراجح والفِكر السديد..

كنتَ محمودًا موقرًا يُقتدى بخُلقك ويُقدِّر قولك..

كنتَ في الماضي..

لكن هذا كان من قبل..

اليوم فقدت مكانتك بيننا بعد أن جرؤت على ثوابتنا وسفَّهت ما توارثناه من آبائنا وكبرائنا وسادتنا..!

فلتفقِد قدرك إذن أو فلتكفّ عمّا تقول..!

نفس الطريقة ونفس الأسلوب الذي يواجه به مُكسِّرو الأصنام في كل زمانٍ ومكان..

إنه أسلوب يحمل بداخله ترهيبًا وترغيبًا لحامل الحق..!

التذكير بالمكانة السابقة والترهيب من خلال التهديد بنزعها والترغيب ضمنًا باستعادة تلك المكانة وربما زيادتها إذا ترك حامل الحق ما معه وكفّ عن تكسير أصنام النفس..!

عبارات يُصدِرها أصحاب هذا الأسلوب من نوعية: "سقطتَ من نظرنا"، "صُدِمنا فيك"، "فقدتَ مكانك" إلى آخر تلك العبارات التي يكون الغرض منها تخويف الصادع أو إسكاته أو ضمِّه لركب هؤلاء ليكون فقط صدى لأصواتهم..

فهل أثَّرت تلك التهديدات في صالح عليه السلام؟

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [هود:63]..

محال..!

محالٌ على مُخلِصٍ يطلب رضا الخالق على بيِّنةٍ منه أن يتأثَّر بالتهديد بزوال رضا المخلوق..

محالٌ على صادِقٍ أن يستبدِل رحمة الخالق برجاء المخلوق..

محالٌ أن يستبدِل نُصرته ومكانته عنده بمكانةٍ ونُصرةٌ عندهم..

لذلك أجابهم صالح عليه السلام بالرفض، فهو يعلم أن الرجاء الحقيقي والمكانة المهمة ليست هنا بل هناك..

عند الله.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,787
المقال السابق
[113]ٍ سورة هود (11)
المقال التالي
[115] سورة هود (13)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً