تدبر - [126] سورة يوسف (11)

منذ 2014-07-12

يذكر الله في تلك الظروف.. إنه الوازع الديني يطيش تلك القاذورات الشهوانية ويُبعدها عنه.. ثم يُكمِل عليها الوازع الأخلاقي والرُّقي السلوكي المتمثل في قوله: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} أفأخون من أحسن إليَّ؟!

شابٌ فتي..

جميل المحيا بل مُبهِر..

غريبٌ لا يعرفه أحد ولا أهل له في ذلك البلد..

أسيرٌ منزوع الحرية ليس عليه ما على الحُرِّ من العقوبة..

والفرصة سانحة..

والأبواب مُغلَّقة تغليقًا..

والمرأة مُتهيِأةٌ مُتزيِّنة..

بل ومُراوِدةٌ ثم مُتوعِّدة..

وهي ذات منصب وجمال، فالحماية مكفولة..!

والزوج ديوث سيقول حين يعرف فحشها: أعرض عن هذا..!

فقط أعرض!

إن رائحة الفساد تنتشر في القصر وتدني سلوكيات أصحابه فاق الوصف..!

{مَعَاذَ اللَّهِ}..!

فلترفعنا تلك الكلمة إلى أعلى عليين لتنقذ نفوسنا المتعبة المشمئزة من قذارة المكان وريح الشهوة التي قد زكمت أنوفنا..

فلتستعلي بِنَا تلك العبارة القصيرة عن دنائة المشهد المحاط ببواعث الشهوة المُحرَّمة..

- {مَعَاذَ اللَّهِ}..

يذكر الله في تلك الظروف..

إنه الوازع الديني يطيش تلك القاذورات الشهوانية ويُبعدها عنه..

ثم يُكمِل عليها الوازع الأخلاقي والرُّقي السلوكي المتمثل في قوله: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف من الآية:23].

أفأخون من أحسن إليَّ؟!

أفأطعن من أكرمني في عِرضه؟!

هيهات هيهات..

ما كان هذا بكريم الخُلق وما كان هذا له بخُلق..

إنه مثال للوفاء ورمز التعفُّف والنقاء..

إنه يوسف عليه السلام..

ولقد استعصَم..

فَعُصِم.

ورأى برهان ربه فصرفَ عنه السوء والفحشاء..

تمامًا كما صرفه عنه حين اجتمعت نساء المدينة على مراودته..

ببساطة لأنه منهم..

من {الْمُخْلَصِينَ}.

{كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف من الآية:24].

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,346
المقال السابق
[125] سورة يوسف (10)
المقال التالي
[127] سورة يوسف (12)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً