[128] سورة يوسف (13)
محمد علي يوسف
رؤيا الملك كانت تتحدَّث في مُجملِها عن سنواتٍ ووصفها.. كانت تتحدَّث عن سنين رخاء، وسنين مجاعة. لم تحوِ الرؤيا توجيهًا بتخزين محصول وادخاره أو تصريحًا بخطةٍ اقتصادية.. من أين إذًا جاءت: {إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ}؟! وإن رؤيا الملك في مجموعها لم تتحدَّث إلا عن أربعة عشر عامًا.. سبعٌ وسبع.. فمن أين أتى يوسف عليه السلام بالعام الذي: {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}؟! إنه العلم والحكمة..
- التصنيفات: التفسير -
ورؤيا الملك كانت تتحدَّث في مُجملِها عن سنواتٍ ووصفها..
كانت تتحدَّث عن سنين رخاء، وسنين مجاعة.
لم تحوِ الرؤيا توجيهًا بتخزين محصول وادخاره أو تصريحًا بخطةٍ اقتصادية..
من أين إذًا جاءت: {إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ} [يوسف من الآية:48]؟!
وإن رؤيا الملك في مجموعها لم تتحدَّث إلا عن أربعة عشر عامًا..
سبعٌ وسبع..
فمن أين أتى يوسف عليه السلام بالعام الذي: {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف من الآية:49]؟!
إنه العلم والحكمة..
لقد أوتي يوسف عليه السلام عِلمًا وحُكمًا وعرف أصول الاقتصاد والزراعة والتخزين..
ولم يبخل بهما..
ولم يشترط مقابلهما..
لقد بذل عِلمه وما أوتي لإنقاذ الناس ورحمتهم رغم ما ناله من بعضهم..
كان يمكنه تعميم العقوبة والانتقام من الجميع بأن يتركهم يهلكون في سِنَّيّ المجاعة ويُبرِّر ذلك بما ناله من الظلم على يدِّ سادتهم وكبرائهم..
لكنه لم يفعل..
ولم يُعمِّم..
ولم يزر الوازرة وِزر الأخرى..
حتى براءته لم يُقايضهم عليها بل أعطاهم الحل وأنقذ من البلاء وسفهم المل..
ثم بعد ذلك أبى أن يخرج إلا بعد إظهار براءته فهو صاحب رسالة وتبرأة ساحته واجبة، وتنقية سيرته لازمة
لكنه لم يشترط ابتداءً..
وأعطى وتكرَّم ولم يبخل..
وأعان ونفع الناس وخير الناس أنفعهم..
وكذلك الصِّدِّيقون..
يرحمون الخلق، ولا يُعمِّمون عقوبة، ولا يطلبون إلا حقهم ومِمَّن بغى عليهم..
فقط مِمَّن بغى عليهم.