[129] سورة يوسف (14)
محمد علي يوسف
وبعد كل تلك النجاحات في مختلف الاختبارات والبلاءات بالضراء والسراء وبعد إحسانٌ مذهل، وكرمٌ مبهر وصبرٌ مدهش، وشكرٌ معجز؛ لم يغتر يوسف.. لم يزكِ نفسه ولم يركن لعمله.. لم يأمن العاقبة ولم يتقوَّل على الله في المآل والمصير.. فقط دعا وما أعظم تواضع دعائه وإخباته: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}..
- التصنيفات: التفسير -
وبعد كل تلك النجاحات في مختلف الاختبارات والبلاءات بالضراء والسراء وبعد إحسانٌ مذهل، وكرمٌ مبهر وصبرٌ مدهش، وشكرٌ معجز؛ لم يغتر يوسف..
لم يزكِ نفسه ولم يركن لعمله..
لم يأمن العاقبة ولم يتقوَّل على الله في المآل والمصير..
فقط دعا وما أعظم تواضع دعائه وإخباته..
{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف من الآية:101]..
أنت أيها الصديق تدعو باللحاق بركب الصالحين!
أنت أيها الكريم ابن الأكرمين تطلب الوفاة على الإسلام!
سبحان من علَّمك وأدَّبك!
إن من الناس من لم يبلغوا عُشر مِعشار بذله، وحسن عمله.. ورغم ذلك تراهم وقد أمِنوا واطمأنوا وكأنهم قد استلموا صكوكهم بالمغفرة وحجزوا أماكنهم في الجنة واطَّلعوا على مقاعدهم فيها..!
وما أجهلهم..!
أما الحصيف فهو من لم يزكِ نفسه، وداوم الافتقار والتضرُّع حتى يأتيه اليقين مُردِّدًا مع الكريم ابن الأكرمين {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.