تدبر - [130] سورة الرعد (1)

منذ 2014-07-12

ليس شرطًا أن تعيش لترى كل الوعود التي بها وُعِدت.. {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ}، الاحتمالان قائمان: أن تعيش وترى في حياتك، أو أن تتوفى.. هذا واردٌ وذاك أيضًا.. لكن التصديق ليس خاضِعًا للاحتمال..

وليس شرطًا أن تعيش لترى كل الوعود التي بها وُعِدت..

{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} [الرعد من الآية:40]..

الاحتمالان قائمان:

- أن تعيش وترى في حياتك.

- أو أن تتوفى.

هذا واردٌ وذاك أيضًا..

لكن التصديق ليس خاضِعًا للاحتمال..

وكذلك البلاغ والعمل..

{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد من الآية:40].

وهكذا تعامل الوعود الربانية..

يقينٌ وتصديق بغير اشتراط أو تكلُّف تعيين، وعمل وثبات وتصديق بموعود الله حتى إدراكه أو الممات على الطريق..

وهذا اليقين هو الذين يٌهوِّن به الله على المؤمن مصائب الدنيا ويُعينه على تقلُّبات الأحداث ويعطيه الرصيد النفسي الذي يدفعه لإكمال الطريق..

فيظل اعتقاد المؤمن بمعزلٍ عن مصلحته العاجلة ويقينه منفصلٌ عن أهوائه وشهواته الآنية دون استعجال الثمرة أو اشتراط رؤيتها والتململ إذا طال طريقها..

وحيث أنه لا ارتباط بين المتغيرات والحوادث وبين ما يُصدِّقه فإن منحنى اليقين والتصديق والأمل والعمل لديه - ثابت راسخ..

سواءً رأى الموعود أو لم يره.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 1,746
المقال السابق
[129] سورة يوسف (14)
المقال التالي
[131] سورة الرعد (2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً