ثمان خطوات للدعاة للتعارف بالآخرين
التعرف على الآخرين مهمة خاصة من مهام الدعاة إلى الله، وتعتبر هذه المهمة -على أهميتها- عائقًا كبيرًا يعترض طريق كثير من الدعاة إلى الله، فيظلون محتارين في كيفية الوصول إلى التعارف بالناس ليوصلوا اليهم ما عندهم من خير.
التعرف على الآخرين مهمة خاصة من مهام الدعاة إلى الله، وتعتبر هذه المهمة -على أهميتها- عائقًا كبيرًا يعترض طريق كثير من الدعاة إلى الله، فيظلون محتارين في كيفية الوصول إلى التعارف بالناس ليوصلوا اليهم ما عندهم من خير.
وتظل الخطوة الأولى في التعارف هي أصعب الخطوات التي تواجه هؤلاء الدعاة، فمن تعداها ونجح فيها فقد تيسر له ما بعدها، ومن أجل ذلك وغيره من الأسباب تتقلص عملية الدعوة الفردية كثيرًا، وتروج العمليات الدعوية المجمعة بصورة أكثر، إذ لا تحتاج هذه الخصوصية التي بها يستطيع أحدهم أن يتعرف بالآخرين.
وبرغم أن التعارف بالناس -بعيدًا عن الدعوة إلى الله- شيء سهل يسير، ويحدث في كل المجتمعات وفي شتى المواقف، إلا أنه عندما يشعر الداعية المبتدىء بأنه سيتعرف على الأشخاص بهدف الدعوة فإن كثيرًا من التردد يعتريه ويمنعه من المبادرة.. ومن أجل ذلك أنصح بعدة نصائح للنجاح في عملية التعارف:
1. أن يعرف الداعية إلى الله ثواب المبادرة بالتعارف، باعتباره أول خطوة في الدعوة إلى الله، والتحبيب في الدعاة إلى الله سبحانه، قال سبحانه: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات:13]، فتلك الخطوة يعظم ثوابها إذا صحبتها نية صالحة، كما يعرف ثواب الدعوة الفردية، ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من الدنيا وما فيه»، لعله يقصد: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (رواه البخاري).
الابتسامة: هي أول الأعمال التي ينبغي على من أراد التعارف بالناس أن يهتم بها، فلا تعارف بلا ابتسام، ومن أهمل الابتسام فقد أهمل جزءًا كبيرًا من إقبال الناس عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أهمية الابتسام بقوله: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة» (صحيح، الألباني في "صحيح الأدب المفرد")، وقد كان صلى الله عليه وسلم بسام الوجه طلقًا متحببًا للناس.
2- المصافحة، فهي عمل صالح أيضا إذا قرن بالنية الصالحة، ففي الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ ابْنِ اليَمَانِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ» (أخرجه الطبراني فى الأوسط وصححه الألباني في السلسلة).
3- معرفة أسماء الناس وحفظها ما أمكن، فخير ما يقرب الناس إلى الناس نداؤهم بأسمائهم التي يحبونها، وننصح هاهنا الدعاة إلى الله أن يختاروا أحب أسماء الناس إليهم لندائهم بها، فمن حق المؤمن على أخيه أن يناديه بأحب أسمائه إليه، فمن الناس من يحب الكنى بأبي فلان، ومنهم من يحب الألقاب، ومنهم من يحب ذكر اسمه مجردا فيشعر من ذلك بالتقارب أكثر.
4- المبادرة، فكثيرا ما يمنع الشيطان أحدنا من المبادرة بالتعارف بالناس، ويلقي في قلبه الحياء المبالغ فيه، ويلقي في صدره أسبابا غير حقيقية لمنعه من التعرف بالآخرين، وغالب ما يلقيه الشيطان فاسد وغير حقيقي وينبغي إهماله، بل ينبغي أن يتوكل الداعية على الله سبحانه ويبدأ بالتعرف على الآخر بنيته الصالحة متوكلاً على الله سبحانه.
5- سؤال الله العون والتوفيق، فأفضل الدعاء سؤال الله العون على الطاعة، ومن ابتدأ خطوته بدعاء الله سبحانه ورجائه بالتوفيق والنجاح كان التوفيق إليه قريبا غاية القرب، فليبدأ الداعية خطوة التعارف بالدعاء.
6- تخير الظرف والحال للتعارف، فلكل مقام مقال، وينبغي أن يكون الداعية إلى الله كيسًا فطنًا ذكيًا، يختار الظرف الملائم للتعارف والوقت الملائم له فعندئذ يكون النجاح له أقرب.
7- أن ينوي به وجه الله، فيجعل التعارف لله سبحانه، فلا يختار الأغنياء دون الفقراء ولا من يظن أنه سيكون نافعا له دون الآخرين، ولا يبدأ تعارفه لمصلحة دنيوية، بل يكون التعارف لله سبحانه وابتغاء مرضاته، وفي الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله: «ورجلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ» (رواه البخاري).
خالد رُوشه
- التصنيف:
- المصدر: