[166] سورة الإسراء (1)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء من الآية:7]..
{مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [الإسراء من الآية:15]..
تلك القواعد العظيمة يحتاج أهل المَنَّ والعجب أن يتدبروها جيدًا..
أولئك الذين يمنون ويستكثرون ويعجبون بعملهم ويستعلون بإحسانهم فيشعرون أنهم قد تكرَّموا بِبرِّهم وتفضلوا بطاعتهم واغتروا بهدايتهم..!
على مَن؟!
تتفضلون على مَن وتتكرَّمون وتمنون على مَن؟!
إحسانكم ليس مِنَّة يستفيد بها إلَّاكم وهداكم ليس من أحد ينتفع به غيركم وإساءتكم لن يضار بها إلا أنفسكم وضلالكم لن يُحار في تيهه إلا أنتم..!
أنتم فقط..
هذا لن يدركه إلا من يعلم بيقينٍ أن الله غنيٌ عن العالمين وأنه هو القوي المتين..
غنيٌ لا تنفعه طاعة الطائعين ولا يزيد غِناه إحسان المحسنين..
وقويٌ لا تؤذيه معصية العاصين ولا يُضار بتقصير المفرِّطين..
من أدرك هذا علم أن عمله ليس مِنَّة ولا فضل منه؛ بل المِنَّة والفضل هي لله المنَّان عليه أن وفقه ومن عليه وهداه سدَّده ليكون من المحسنين.