عالمنا المادي والصلاة!
أحمد كمال قاسم
العالم المادي الذي يأسر أجسادنا هو كمبنىً ضيق له جدرانٌ سميكة لا يمكن للأجساد اختراقها، إلا أن الأرواح قادرة -إن اجتهدت- على الفكاك من أسر الجسد بل من أسر العالم المادي كله فارّةً بنفسها إلى الله، لتسبح في خشوع في بحر منير، بحر اطمئنانها بالله..
- التصنيفات: تربية النفس - الواقع المعاصر -
العالم المادي الذي يأسر أجسادنا هو كمبنىً ضيق له جدرانٌ سميكة لا يمكن للأجساد اختراقها، إلا أن الأرواح قادرة -إن اجتهدت- على الفكاك من أسر الجسد بل من أسر العالم المادي كله فارّةً بنفسها إلى الله، لتسبح في خشوع في بحر منير، بحر اطمئنانها بالله..
بَيدَ أن هذا لا يتأتي لجميع الأرواح، فمن الناس من انحبست روحه في جسده وطال عليها الأمد كذلك حتى نسيت أنها روح! وتطبعت بطباع الجسد الطيني فصارت طينًا!
لكن الله الرحمن الرحيم قد شق لنا خمس نوافذ في عالمنا نستطيع إن أمعنّا النظر خلالهم أن يأخذ حينها كل من روحنا وجسدنا طبيعته المناسبة! حيث يخضع الجسد ساجدًا لله وترتقي الروح محلقةً لتقتبس من نور الله..
الصلوات الخمس هي تدريب للأرواح على الانطلاق والتحرُّر من أسر المادة! حتى إن فرغنا من الصلاة استطاعت أرواحنا -بحسن تدريبها حين الصلاة- التفلت شيئًا فشيئًا من أسر المادة المظلمة الكئيبة!
إلا أن مِنَّا من ينظر من النوافذ مُغمِضًا عينيه! ومِنَّا من ينام على حافة النافذة فلا يُفيده وقوفه عندها، ومِنّّا من يظن استكبارًا أنه ليس في حاجةٍ لتحرير روحه وتدريبها على التحرًّر بالنظر عبر النوافذ!
سبحان الله لجحود ذلك الإنسان! اذ يُحرِّره الله ويأبى إلا أن يرتمي في أحضان الأَسر ويندمج به حتى لا يمكن التمييز بينهما.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان يقول لبلال رضي الله عنه: « » (رواه أحمد وأبو داود).
اللهم اهدنا سبيل الرشاد ونجِّنا من ظلمات الشهوات والشبهات.