تدبر - [180] سورة الكهف (4)
قيمة الصلاح.. قيمة عظمى تجعل للمرء كرامة ومنزلة عند ربه تجعله يوجه خلق من أحب وأكرم خلقه إكرامًا وحفظًا للصالحين وذرايتهم..
نبيٌ وعبدٌ صالح مُلهَم..
وقيل نبيان بحسب القول بأن الخضر عليه السلام نبي..
وقيل ثلاثة أنبياء بحسب القول بأن فتى موسى هو يوشع بن نون وهو نبي أيضًا..
جمعٌ كريم هو..
ثلةٌ مباركة طيبة..
ولقد تحرَّكوا جميعًا..
تحرَّكوا لبناء جدار يكاد أن يتهدَّم يمتلكه يتيمان لم يبلغا أشدهما ولم يتمكنا بعد من استخراج كنزهما المدخر..
ولماذا يستحق هذا الجدار أن تتحرَّك تلك الثلة المباركة لبنائه؟
ولماذا هذان اليتيمان تحديدًا؟!
الجواب: لأن أبا الغلامين كان رجلًا صالِحًا!
إنها قيمة الصلاح..
قيمة عظمى تجعل للمرء كرامة ومنزلة عند ربه تجعله يوجه خلق من أحب وأكرم خلقه إكرامًا وحفظًا للصالحين وذرايتهم..
تأمَّل قيمة موسى والخضر عند الله لتعلم بالتبعية قيمة هذا العبد الصالح الذي حرَّك الله خِيار خلقه واستعملهم لأجل حفظ حق أبنائه..
ودون أجر أو مثوبة من البشر..
فقط لأن أباهما كان صالِحًا..
{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف:82].
- التصنيف: