[186] سورة الكهف (10)
محمد علي يوسف
القوة حين تجتمع مع الصلاح والإيمان تكون المُحصِّلة مبهرة وإن كانت نادرة الحدوث، فالأصل أن القوة والسلطان يغرَّان صاحبهما.
- التصنيفات: التفسير -
والقوة حين تجتمع مع الصلاح والإيمان تكون المُحصِّلة مبهرة وإن كانت نادرة الحدوث..
فالأصل أن القوة والسلطان يغرَّان صاحبهما ولذا استدل فرعون على ألوهيته بتلك القوة والملك والسلطان {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي} [الزخرف من الآية:51]..
لكن القوة والسلطان والصولجان والأسباب من كل مكان لم تُغيِّر من نفس ذي القرنين ولم تغرّه أو تُعكِّر صفو تواضعه وتُجرِّده..
لذا تجده في قمة تمكينه وفي خضم إنجازه الهائل ببناء السد المعدني الشاهق، ومع ذلك يقول بتجرِّدٍ مدهش وتواضع منقطع النظير ناسِبًا الفضل لربه، ومبينًا أن هذا السد العظيم الذي انتهى حديثًا - ليس بفضل منه هو بل: {هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} [الكهف:98]..
لم يقل هذه بقوتي، وإنما هو رحمة من ربي {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}..
نتعلَّم من ذي القرنين التجرّد.