تدبر - [190] سورة مريم (2)
لمَّا وعد الله جل وعلا أن يكون المسيح عليه السلام رحمة {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا} كانت حياته كلها نموذجًا للرحمة الرقراقة المُتدفِّقة منذ أول لحظة فيها..
ولمَّا وعد الله جل وعلا أن يكون المسيح عليه السلام رحمة {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا}[1] كانت حياته كلها نموذجًا للرحمة الرقراقة المُتدفِّقة منذ أول لحظة فيها..
ها هو أثناء ولادته ينادي والدته يطمئنها ويبشرها بالرحمة وقرار العين..
وبعد الولادة كان رحمة بأُمّه من الفضيحة حين أنطقه الله مُبرِئًا إِيَّاها: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم من الآية:31]..
وظل طوال حياته بارًا بوالدته رؤوفًا رحيمًا بها..
{وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم من الآية:32]..
وكان عليه السلام رحمة بقومه وليُحل لهم بعض الذي حرَّم عليهم..
وحيثما كان حلَّت بركته وفاضت رحمة الله من خلاله..
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت} [مريم من الآية:32]..
وقبل قيام الساعة يرحم الله به الناس من فتنة الدجال حين يقتله بيده عند باب لد ويُخلِّص الدنيا من شروره..
حتى في يوم القيامة لا تغادره الرحمة ولا تنفك عنه وتتجلَّى في قوله المترجي الأسيف {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]..
في كل مراحل حياته كانت الرحمة والبركة كما وعد الرحيم قبل ولادته..
{قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [مريم:21]..
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- [مريم من الآية:21].
- التصنيف: