[197] سورة مريم (9)
محمد علي يوسف
تأمَّل تلك المقابلة بين تكريم أهل التقوى يوم القيامة وإهانة المجرمين وأهل الباطل، إنها مقابلة تتضح منذ بداية الحشر وتظهر في هيئته، فالمتقون يأتون كوفدٍ كريم: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا}. بينما يُساق المجرمون: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا}.. يساقون عطشى كأنما هم قطيع يورد إلى ماء، وما من ماءٍ حيث يذهبون.
- التصنيفات: التفسير -
وتأمَّل تلك المقابلة بين تكريم أهل التقوى يوم القيامة وإهانة المجرمين وأهل الباطل..
إنها مقابلة تتضح منذ بداية الحشر وتظهر في هيئته..
فالمتقون يأتون كوفدٍ كريم..
وكلمة وفد تُلقي بظلالٍ من الاحترام والمكانة حيث يدخلون كزوارٍ مُكرَّمين مرحَبًا بهم كما تُلاقى الوفود؛ فقد كان يفدون على الرحمن في الدنيا في بيوته التي أذن لها أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه فأنعم بها من وفادة في الدنيا والآخرة..
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا} [مريم:85]..
بينما يُساق المجرمون: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم:86]..
يساقون عطشى كأنما هم قطيع يورد إلى ماء، وما من ماءٍ حيث يذهبون..
وفعل السوق يرتبط في الأذهان بسوق القطعان من الأنعام فهم المجرمون الذين طالما شُبِّهوا بالأنعام بل هم أضل سبيلًا فناسب حالهم الدنيوي الأنعامي الغافل ذلك الحال الأخروي من الانسياق كالبهائم والدواب..
ذلك لأنهم طالما انساقوا خلف شهوات وشبهات وأهواء وأئمة ضلال ومتبوعين ساقوهم إلى ذلك المورد وبئس الوِرد المورود.