[215] سورة طه (16)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
وليُداوِم الإنسان على الطاعة ويُباعِد عن المعصية يحتاج إلى أمرين رئيسين:
- الذكر.
- والعزم.
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه:115].
وكذلك جُلّ المعاصي التي يقع فيها بنوه..
سببها النسيان و-أو- قلة العزم والضعف..
والنسيان هنا ليس نسيان الحكم أو الغفلة عن ورود النهي فالأصل أن ذلك معفي عنه..
لكنه هاهنا نسيان المراقبة والغفلة عن الرقيب ويزول ذلك بالتذكرة الدائمة والحرص على ما يوقظ الضمير ويُجدِّد الإحسان الذي هو معاملة الله كأن العبد يراه فإن لم يكن يراه بأن يتذكَّر أن الله هو من يراه..
وأما عدم وجود العزم وضعف الإنسان عن القيام بالأمر والانتهاء عن النهي فمناطه على الإرادة وأصله معرفة العدو والتربص به كما يتربص بالعبد..
ذلك أن الشيطان يسعى دائمًا لإضعاف النفس إما بتخويفها أو بتزيين الشهوات لها فتنهار دفاعاتها أمام كيده وتستكين في حبائله فلا تستطيع القيام بالأمر..
فإذا انتبه الإنسان لضرورة التذكرة المنافية للغفلة والنسيان وأهمية أخذ الكتاب بقوةٍ وعزم والإيواء إلى ركنٍ شديد والتقوي بالله - صحّ سيره إلى الله وثبت أمام دواعي المعصية ومن استعصم عصمه الله.