تقوى الله (4)
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
المؤمن يأمر بتقوى الله، ويحقق التقوى بحسب ما يستطيع، وإذا فرط فإنه يستغفر وينيب، إن المتقين لهم عند الله جل وعلا المقامات العالية، إن الله يحب الذين اتقوا، إن الله مع المتقين، إن الله ينصر الذين اتقوا وينصر المتقين، ينصر المطيعين ويسهل لهم أمورهم.
وقد قيل للإمام أحمد: إن فلانا رجل صالح ما من أحد من جيرانه إلا وهو يثني عليه في كل جيرانه، فقال: أظنه رجل سوء. قالوا: لم؟ قال: ولابد أن يكون من جيرانه المقصر، فإذا سكت عن الجميع رضي عنه الجميع، وأما إن أمر ونهى، فلابد أن يكون مغضبا للخلق في جنب الله جل جلاله.
المؤمن يأمر بتقوى الله، ويحقق التقوى بحسب ما يستطيع، وإذا فرط فإنه يستغفر وينيب، إن المتقين لهم عند الله جل وعلا المقامات العالية، إن الله يحب الذين اتقوا، إن الله مع المتقين، إن الله ينصر الذين اتقوا وينصر المتقين، ينصر المطيعين ويسهل لهم أمورهم.
إن المجتمعات إذا كانت مطيعة لله فإن الله وعدها بالسعة في أرزاقها وبالخلاص من مشاكلها الاقتصادية والسياسية ومن مشاكلها المتنوعة؛ لأن بتقوى الله يجعل الله من كل ضيق فرجا، يجعل الله له من كل ضيق مخرجا، يجعل الله له من كل بلاء عافية.
والله جل وعلا حثنا على التقوى، فهلا حققنا ذلك هلا عظمنا الله وخفنا النار وأقبلنا على الجنة، هلا أمرنا قلوبنا بتقوى الله فلهجت ألسنتنا بذكر الله هلا الغيبة هلا النميمة، فإن الغيبة محبطة لما يقابلها من الأعمال لأن الغيبة سيئة والسيئة تنقص معها الحسنات.
يوم القيامة إذا وزن الناس وضعت الموازين القسط قال سبحانه {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47]، نعم إن الناس يُكبون في النار على مناخرهم من حصائد ألسنتهم، فعلينا أن نعظم تقوى الله، علينا إذا أردنا السعة والطيبة في هذه الحياة وعند لقاء الله ومن كان يرجو لقاء الله فليعمل عملا صالحا، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا، من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت لاشك في ذلك ولا ريب، فإن الحياة ميدان للعمل وليست بغاية، فالذي ينظر إليها وأنها غاية فإن هذا أوتي من عقله، ولهذا الله جل وعلا يعظّم ذوي البال وذوي العقول وأنهم كثيرون بالذكر وأنهم المنتفعون بالتذكير.
أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من المتقين المحكمين لكتابه في أنفسنا، وأن يمنّ علينا بالعمل الصالح وبتعظيم الله جل جلاله وبإتيان الفرائض والامتثال لها وبالبعد عن المحرمات وعن التفريط في فرائض الله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
واسمعوا قول الله جل جلاله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.