ابق كما أنت - للقاعدين المثبطين!
تكلم عن هذا وذاك، كيف أن حياتهم مليئة بالرذيلة والمعاصي والأعمال السيئة... قل عنهم ما شئت، فهم ولله الحمد مدركون تماما لحجم خطأهم، هم سعداء جدا بما يقال عنهم! وإياك ثم إياك، إياك بتسرب فكرة لبنات أفكارك السوداء تهمس لك، "لعلهم لا يعلمون"، أو "لعل الله يهديهم فيختم لهم على طاعة، ويُختم لك على سوء"، أو "لعلهم ينتظرون دفعة صغيرة، فتنقلب نفوسهم ويتوبون!"
أغمض عينيك عن آراء الآخرين... استمع فقط لما تمليه عليك نفسك!
إياك والتفكير حتى بالاستماع لما يقوله الطرف الآخر... نحن هنا لنعلي كلمتنا فقط.
انتقد الناس والحركات والجبهات... انشر مساوئهم بين الناس وافضحهم على رؤوس الأشهاد... وإيّاك ثم إيّاك.. إيّاك وانتقاد ذاتك، إيّاك والنظر لعيوبك حتى.. أقصد، البحث عن عيوبك حتى... فنحسبك والله حسيبك، خالٍ تماما من العيوب!
تكلم عن هذا وذاك، كيف أن حياتهم مليئة بالرذيلة والمعاصي والأعمال السيئة... قل عنهم ما شئت، فهم ولله الحمد مدركون تماما لحجم خطأهم، هم سعداء جدا بما يقال عنهم! وإياك ثم إياك، إياك بتسرب فكرة لبنات أفكارك السوداء تهمس لك، "لعلهم لا يعلمون"، أو "لعل الله يهديهم فيختم لهم على طاعة، ويُختم لك على سوء"، أو "لعلهم ينتظرون دفعة صغيرة، فتنقلب نفوسهم ويتوبون!"... إياك والتفكير بهذه الطريقة، فإنها طريقة تفكير منحرفة، لا تمت للواقع بصلة، بل إن الذين يفكرون بهذه الطريقة يحلمون ويتوهمون زيادة عن اللزوم... فالناس سيئة، وعملها كله رياء خالٍ من الإخلاص، ألم تقل أنت هذا بنفسك؟
ابحث عن كل ذريعة متاحة لك واجعلها سببا في تخلفك عن الطاعات الواجبة والدعوة إلى الله... قل أن البيئة المحيطة بك لا تصلح للدعوة، وأن الدعاة بها فاسدون... سيئون... وإياك والاقتراب منهم! إياك ونصحهم! قد تتلطخ روحك الطاهرة الداعية إلى الله رغم كل العقبات ورغم كل المساوئ التي حولك!
إياك ثم إياك بدعوة الناس إلى خير... خصوصا أولئك الذين تعرفهم عن قرب... فهم لن يسمعوا كلامك، هم بعادتهم لا يسمعون... إياك والتفكير بأن أحدا قد دعاهم إلى الخير مرة من المرات! إياك! فلا أحد يدعو إلى الخير هذه الأيام... الكل منشغل بمصالحه الشخصية... الكل أصلا شرّ!
لا تقرأ كتابًا.. ولا تقبل نصيحة.. فأنت في زمانك، قرأت الكثير من الكتب وتعلمت منها الكثير.. ما حملته يوما من العلم -ولكن لم تطبقه ولم تعمل به- يكفيك إن شاء الله! لا تسمع لما يُعرض من الآراء... أنت قد قرأت مرة قبل سنين عن هذه المسألة ولا تحتاج للسماع عنها مرة ثانية.
لا تقم الليل... ولا تصلي في المسجد... لا تذهب إلى صلاة الجمعة باكرا... إياك وفتح القرآن، إياك!... فالصلاة دون خشوع تكفيك لدخول الجنة إن شاء الله... لم لا تكفيك، فأنت رااااائع! الصلاة وحدها تكفيك لتتميز عن الآخرين... ولتعتبر نفسك أفضل منهم... نعم نعم، اسمع مني.. عذرًا.. لا تسمع مني.. تستطيع تجاهلي... على راحتك!
لا تفعل شيئا مما ذكرته فوق... كل ما أريده منك هو أن تتربع على حاسوبك، وأن تجاهد عن طريق لوحة مفاتيحك –الكيبورد-.. ادع الناس للجهاد، وللرباط في سبيل الله... واشتم أولئك الذين لا يحركون ساكنا... واغتب أولئك الذين يعملون لمنفعة أنفسهم فقط...
وابقَ كما أنت.
خاتمة:
ثم تمّر الأيام، ويشهد الناس على قولك وفعلك، وعلى تخلّيك عن مبادئك لأجل نصرة نفسك ورأيك.. وعلى فضحك للجميع (وما أنت بفاضحٍ إلا نفسك)..
ويخرج من يقول لك: اهدأ واتق الله يا رجل!
فتأخذك العزّة بالإثم..
ثم ينتهي عمرك.. وتراجع سجّل أعمالك على مدى السنين..
لتجد أنك قد نسيت الله.. فأنساك نفسك..
ولتبكي ندمًا قائلاً، {يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله}.
إي والله يا حسرتى على ما عرّضت نفسك له..
يا حسرتى على سوء أدبك وتعاملك مع ربّك الذي خلقك..
يا حسرتى على ناصرٍ لرأيه متخاذل عن نصرة حقّ ربّه..
يا حسرتى....
- المصدر: