[228] سورة الحج (2)
محمد علي يوسف
... في سجدةٍ من أطول وأعمّ سجدات القرآن بيَّن الله جل وعلا شمولية سجود المخلوقات من شمسٍ وقمرٍ ونجومٍ وجبالٍ وشجرٍ ودواب: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ}، لكنه عند ذكر الساجدين من بني الإنسان لم يُطلِق فعل السجود على جنس البشر فللأسف هم ليسوا جميعًا من الساجدين..
- التصنيفات: التفسير -
وفي سجدةٍ من أطول وأعمّ سجدات القرآن بين الله جل وعلا شمولية سجود المخلوقات من شمسٍ وقمرٍ ونجومٍ وجبالٍ وشجرٍ ودواب: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} [الحج من الآية:18]..
لكنه عند ذكر الساجدين من بني الإنسان لم يُطلِق فعل السجود على جنس البشر فللأسف هم ليسوا جميعًا من الساجدين..
{وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} [الجح من الآية:18]..
ولاحِظ أيضًا الآية بتلك القاعدة القرآنية المحكمة التي تقضي بأن من يُهن الله فما له من مُكرم وذلك في ارتباط واضح وتلازم ظاهر بين ترك السجود وبين المهانة..
ورغم أن العادة جرت بين الخلائق بأن من المهانة أن يحني الإنسان رأسه ليلامس بها الأرض إلا أن العكس هو الصحيح إن كان ذلك في حق الله جل في علاه..
فالمُكرَم هو من سجد والمُهان هو من أبى..
وكلما تذلَّل المرء له عزَّ، وكلما انكسر له جُبِر، وكلما ناجاه اقترب، وكلما عظَّمه اجتباه وفضَّله..
لا تحرم نفسك من شرف المشاركة في تلك السجدة الكونية الشاملة وتلك الكرامة السرمدية الهائلة..
ولا تكن من المهانين..
{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.