تدبر - [243] سورة المؤمنون (7)
ستخفت أصواتهم بعد حين.. وستتدنَّى آمالهم وتتحطَّم أمنياتهم فيتضرَّعوا قائلين: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}، لكن كل هذا ستطيشه عبارةً واحدة: {اخْسَئوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ}..
وستخفت أصواتهم بعد حين..
وستتدنَّى آمالهم وتتحطَّم أمنياتهم فيتضرَّعوا قائلين: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:106-107]..
لكن كل هذا ستطيشه عبارةً واحدة..
{اخْسَئوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:108]..
أتدري لماذا؟
لأن ما يقولوه مجرّد كلمة..
ما يقولوه مجرّد صياح عند الاضطرار، {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام من الآية:28]..
نعم كاذبون ولو كانوا صادقين لقالوها مُبكِّرًا..
لقالوا ذلك حال صِحتهم وقوتهم وبطشهم..
لقالوا ذلك وهم ما زالوا فيها..
لكنها عادتهم..!
أقوال لا أفعال، وشعارات بغير أعمال..!
{ارْجِعُونِ}، {أَخْرِجْنَا}، {أَخِّرْنَا}، {نُرَدُّ}..
وبعد كل هذا الكلام..
ماذا كانت النتيجة؟
ردٌ واحد سيُكِست كل ما نطقوا به متأخرين..
ردٌ واحد سيُخرِس كل الألسنة التي لا تُجيد إلا فارغ الكلام..
عبارةٌ واحدة، وردٌ واحد، ولكنه ليس أيُّ رد..
إنه رد من ينادون..
كلمة ربهم الذي طالما نسوه..!
الذي طالما سخِروا من أوليائه، وتعالوا على أحبائه..!
فليسمعوها ساحقة لأمانييهم الجوفاء: {اخْسَئوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ}..
{لا تُكَلِّمُونِ}..
كفاكم كلامًا، فاليوم لا يُقبَل منكم عذر، ولا تؤخذ منكم شفاعة..
قد قُضي الأمر..
وانتهى الكلام..
لم تعد لحروفهم قيمة، ولا لجدالهم معنى..
لم يعد لندمهم لزوم، فاليوم لا ينفع الندم..
لقد قضى الله في أمرهم وحكم عليهم، وهو أحسن الحاكمين..
فالبدار البدار..
البدار البدار.
- التصنيف: