[277] سورة النمل (4)
محمد علي يوسف
العبد المسدَّد هو من يرى الاختبار في كل ما يحدث حوله سراء كانت أو ضراء. هكذا كان سليمان عليه السلام وهكذا بين أن معنى الابتلاء معنى شامل جامع وليس كما يظن البعض أنه مقتصر على البأساء والضراء وحسب..
- التصنيفات: التفسير -
والعبد المسدَّد هو من يرى الاختبار في كل ما يحدث حوله سراء كانت أو ضراء..
هكذا كان سليمان عليه السلام وهكذا بين أن معنى الابتلاء معنى شامل جامع وليس كما يظن البعض أنه مقتصر على البأساء والضراء وحسب..
هكذا نظر إلى قوته ومدى القدرة التي وصل إليها جنوده والتي أهلتهم للإتيان بعرش سبأ قبل أن يرتد إليه طرفه..
{فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل من الآية:40]..
تأمَّل كل كلمة في عبارته الجامعة..
{هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي}..
اعترافٌ بالفضل وعدم نسبه للنفس أو الأسباب المادية رغم توفرها..
لم يقُل أُوتيته على علمٍ ولم يقُل هي قوتي وتقدُّم دولتي ولم يقُل هي قدرات الجن الذي يأتمرون بأمري..
بل هو فضل ربي..
وهذا الفضل يحمل مع كرمه بلاء..
والبلاء هنا هو الاختبار والإجابة النموذجية هي الشكر..
{لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}..
والكفر هنا هو كفر النعمة وجحد الفضل وتلك هي الإجابة الخاطئة التي يرسب صاحبها في ذلك الامتحان..
امتحان السراء..
لكن البداية في أن يعرف حقيقته..
حقيقة البلاء والامتحان وأن ينظر إليه نظرة مسدَّدة واعية وحينئذ حري به أن يشكر..
{وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل من الآية:40]..