[290] سورة القصص (10)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص من الآية:78]..
ماذا تقول يا رجل؟!
ويحك، ويلك..!
تمهَّل، توعّظ..!
اِنِسب الفضل لربك..!
أنت كلك نفحة من نفحات عطاء وفضل ربك..!
وإلا فمن علَّمك؟!
ومن وهبك عقلًا تتعلَّم به؟!
ومن خلق ذلك العلم أصلًا؟
أَوَليس الله ربّ العالمين؟!
ألا تعلم أن الفضل كله بيده يؤتيه من يشاء؟
أولم تتدبر ما حل بمن هم أقوى منه وأغنى وأكثر..
{أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [القصص من الآية:78]..
لكنه الإجرام إذا بلغ بالعبد درجة التعالي على مولاه وخالقه ، فكيف يُسأل عن باقي طوامه وآثامه؟
{وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص من الآية:78]..
خرج قارون في زينته، واستمر فى تفاخره، غير مبالٍ بوعظ الواعظين مُتكرِّرًا عليه في كل طريق يسلكه متعاليًا على أهله المساكين..
خرج على قومه في زينته، لينعم بمشاهدة تمنيهم مكانه اليوم، وهو لا يعلم أنهم عما قريب سيحمدون الله أنهم ليسوا مكانه..
فلن يتمنى أحد بعد اليوم مكانه..
ولن يطيق أحد ما حل به..
لقد زال وزال معه قصره وأبهته..
كل شيء ضاع!
ابتلعته الأرض..
الخزائن..
الأموال..
الحلى والجواهر..
الجاه والسلطان..
كل شيء فى لحظة زائل..
خُسِفَ به!
فأين هو الآن؟
وأين كل من تكبَّر وعلا..
إنهم هناك..
تحت التراب حيث لا ينفعهم إلا العمل وابتغاء تلك الدار التي لا يجعلها الله إلا للذين لا يردون عُلوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين.