[311] سورة السجدة (2)
محمد علي يوسف
في كثير من سجدات القرآن تجد التلازم بين العبودية لله والإيمان به وبين السجود، ولعل أوضح موطن لهذا التلازم هو الموجود في سجدة سورة السجدة
- التصنيفات: القرآن وعلومه - التفسير - تزكية النفس -
وفي كثير من سجدات القرآن تجد التلازم بين العبودية لله والإيمان به وبين السجود، ولعل أوضح موطن لهذا التلازم هو الموجود في سجدة سورة السجدة؛ حيث أكدت الآية أن المؤمن بآيات الله هو من يدفعه ذكر تلك الآيات والإيمان بها للسجود {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون} [السجدة:15]، وكذلك في سجدة الإسراء بدأت آيتها بذكر الإيمان {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} وأيضًا في سورة فصلت جعل السجود نتيجة حتمية لحقيقة العبودية {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} وغير ذلك من السجدات القرآنية التي بينت تلك الحقيقة وأوضحت ذلك التلازم، حقيقة أن المؤمن لا يستكبر أبدًا أن يحني جبهته لمولاه وينكسر بين يديه، حقيقة أن المؤمن يسجد لربه.