[312ٍ] سورة السجدة (3)
محمد علي يوسف
وإن خوفهم وطمعهم هو من تمام إيمانهم ومعرفتهم، وليس كما يظن بعض المتكلفين أن ذلك مما يعيب العبادة، وينتحلون أفكارًا مفادها أن الخوف عبادة العبيد، والطمع عبادة التجار، إلى آخر تلك المحدثات الخاطئة.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - التفسير - تزكية النفس -
ومن عرف الله وقدره حق قدره فإن عبادته تخلو من التكلف، ويجد نفسه مدفوعًا لها برد فعل داخلي نابع من رغبته ورهبته، تلك الرغبة والرهبة التي هي النتيجة الطبيعية لمن عرف الله وفهم معاني أسمائه وصفاته فخرَّ ساجدًا بتلقائية وبغير تكلف {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة من الآية:16]، إن جنوبهم لا ترتاح على فراش الغفلة ولا تركن إلى وثير الأرائك، فهم يخافون عاقبة ذنوبهم ويطمعون فيما عند ربهم.
وإن خوفهم وطمعهم هو من تمام إيمانهم ومعرفتهم، وليس كما يظن بعض المتكلفين أن ذلك مما يعيب العبادة، وينتحلون أفكارًا مفادها أن الخوف عبادة العبيد، والطمع عبادة التجار، إلى آخر تلك المحدثات الخاطئة.
إن ربًا رغبك فيما عنده من الأجر والمثوبة، وخوفك مما عنده من العذاب والعقوبة = من حسن تأدبك معه أن تطمع فيما رغبك فيه، وأن تخشى ما خوفك منه، جنبًا إلى جنب مع دافع الحب النابع أيضًا من المعرفة.. معرفة الله وآياته