[300] سورة الروم (4)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
وبين سطور تتحدَّث عن آياتٍ كونية عظيمة ومعجزات ربانية باهرة تبرز آية خلق الأزواج..
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]..
لاحظ أن الآية التي تسبقها تتحدَّث عن معجزة خلق الإنسان من تراب، والآيات التي بعدها تتحدَّث عن معجزة خلق السماوات والأرض واختلاف الألسنة والألوان وإرسال البرق خوفًا وطمعًا وإحياء الأرض بعد موتها وقيام السماء والأرض بأمره..
إنه سياق تعرض فيه آيات عملاقة ومعجزات ضخمة فما علاقة الزواج بذلك السياق؟
هل هي إشارة لعظم ذلك الحدث بما يوازي عظمة تلك المعجزات؟
أم هو توجيه لثقل ذلك الميثاق الغليظ التي وضع في سياقٍ واحد مع معجزة خلق الإنسان ومعجزة خلق الكون بسماواته وأراضينه..
أم هو لفت انتباه لحقيقة يغفل عنها كثير من الناس..
حقيقة أن الزواج آية..
ذلك السكن وتلك المودة التي تنساب برفق لتمتزج بيوتات وأُسر وتنشأ روابط جديدة تُعزِّزها مشاعر إنسانية رفيعة تنمو تدريجيًا وتنشأ بها أُسرة مسلمة تكون نواة المجتمع المسلم..
هل نظرت إلى الزواج من قبل بهذه النظرة..!
هل تعاملت معه قط على أنه آية..!
آيةٌ من آيات الله..
تلك الآيات التي إن لم تكن تدرك تفاصيل إعجازها فأنت على الأقل..
تحترمها.. وتُقدِرها.