تدبر - [303] سورة الروم (7)
وفي جُلِّ مواضع ذكر الربا -إن لم تكن كلها- تجد اقترانًا بين الربا وبين النفقة في سبيل الله من زكاة أو صدقة ثم تلحظ المقابلة بين محق الربا وعدم تحقق المرجو منه وبين ازدهار الصدقة ومضاعفتها..
{وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} [الروم:39]..
وفي ذلك الاقتران المتكرِّر قيمة عظيمة تغيب عن فكر كثير ممن يستعجلون ذلك الربح الحرام..
إنها قيمة البركة ومحلها الحقيقي..
تلك البركة التي تتناسب طرديًا مع الطاعة فتزيد بزيادة الإنفاق في سبيل الله بينما تتناسب عكسيًا مع الربا فتمحق البركة كلما حورب الله بتلك الكبيرة حتى لو كان الظاهر زيادة المال من الربا، وحتى إن بلغ قدر مال قارون تظل بركته ممحوقة لأنه غنيمة حرب لكنها حرب مع الله {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ}[1] فأنّى يبارك في مثل تلك الغنيمة..
وتلك القيمة ليست في الربا والصدقة وحسب ولكنها ثابتة في كل طاعة وكل معصية..
البركة هي مربط الفرس وهي المطلب الصحيح وقليل من يدرك ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- [البقرة من الآية:279].
- التصنيف: