غزةَ المجد

منذ 2014-08-05

نحن يا غزّةَ الإباء وقفنا *** عند باب الهوى نهزّ الحبالا. وتركناكِ للبطولة رمزًا *** تكسرين القيودَ والأغلالا. نحن يا غزةَ الإباء وضعنا *** ألْفَ قُفلٍ فحطّمي الأقفالا. حرّرينا من ضعفنا علِّمينا *** كيف نلقى الخطوبَ والأهوالا. كيف يغدو الإيمانُ فينا سلاحًا *** يجعل الصامدين أحسنَ حالا. علّمينا الإرهاب إنْ كان ردعًا *** للأعادي وللخطوبِ احتمالا. علِّميناه هِمّةً وصمودًا *** وعلى ساحة الوغَى استِبْسالا. علِّمينا الإرهابَ يَرْدعُ جيشًا *** مُسرفًا في عدائه خَتّالا..

لغة الشعر لا تُطيق احتمالا *** واقعٌ مؤلمٌ يفوقُ الخيالا
فتح الليل بابَه فولجنا *** ورأينا من خلفه الأهوالا

ما سمعنا نجومه تتغنى *** بضياءٍ ولا سمعنا الهلال
كل ما فيه كان رُعبًا وخوفًا *** مَنح الليلَ رهبةً وأطالا
أيها الليل كيف جمّعتَ حولي *** ذلك البؤسَ والهموم الثقالا؟

كيف أصبحتَ أيها الليل كهفًا *** لا أرى فيه للهدوء مجالا؟
لا أرى فيه غيرَ جَذوةِ نارٍ *** تُشعل الأرضَ حولنا إشعالا
أيُّ ليلٍ هذا وأيُّ مكانٍ؟ *** كان صوتُ الغارات أقوى مقالا
طائراتٌ لها ضجيجٌ مُخيفٌ *** والصواريخ ههنا تتوالى

هذه غزّة الإباء وهذا *** جيشُ صهيونَ في المذابح غالىَ
يقتل الأبرياءَ قَصْفًا ويأبى *** في الميادين أن يُدير القتالا
هذه طفلةٌ أراها كأني *** حين أبصرتها أرى تِمثالا

جمَدتْ في مكانها لا تُبالي *** بالشظايا ولا تُطيق انتقالا
طفلةٌ وجهها يصوغ سؤالًا *** قاتلًا: مَن سيرحم الأطفالا؟!
يا بنفسي فديتُ وجهَكِ، عُذرًا *** إنّ قومي لا يفهمون السؤالا

دمعُ عينيكِ ليس بالدمع إني *** لأرى فيه للأسى شلّالا
وأرى فيه جَذوةً ولهيبًا *** وصدى حسرةٍ تَهزّ الجبالا!
كلّ شيءٍ هنا يُثير ولكنْ *** صمْتُنا وحدَه يُثير الجدالا!

إيهِ.. يا غزّةَ الإباءِ دعينا *** نتَساقى الخضوعَ والإذلالا
اتركينا نُعاقرِ الذلَّ خَمرًا *** أسكرَتْنا وأورثتْنا اعتلالا
اتركينا نُبادلِ الغربَ حُبًّا *** وانصياعًا لأمرهم وامتثالا

اتركينا فقد وقفنا حيارى *** وتركنا للظالمين المجالا
وفتحنا بيوتنا للصوصٍ *** نهبوها فأصبحت أطلالا

وفقدنا الأقصى الحبيبَ زمانًا *** ما شَدَدْنا إلى حِماه الرّحالا
عندنا قمّةُ المبادئ لكنْ *** أسكنَتْنا أوهامُنا الأوحالا

وقعَ السّرْجُ عن حصان التآخي *** بعد أنْ حُلّت الحبالُ ومالا
آهٍ مِنَّا لقد مَنحْنا خُطانا *** للمتاهاتِ وانخذلنا انخذالا

نحن يا غزّةَ الإباء وقفنا *** عند باب الهوى نهزّ الحبالا
وتركناكِ للبطولة رمزًا *** تكسرين القيودَ والأغلالا
نحن يا غزةَ الإباء وضعنا *** ألْفَ قُفلٍ فحطّمي الأقفالا

حرّرينا من ضعفنا علِّمينا *** كيف نلقى الخطوبَ والأهوالا
كيف يغدو الإيمانُ فينا سلاحًا *** يجعل الصامدين أحسنَ حالا
علّمينا الإرهاب إنْ كان ردعًا *** للأعادي وللخطوبِ احتمالا

علِّميناه هِمّةً وصمودًا *** وعلى ساحة الوغَى استِبْسالا
علِّمينا الإرهابَ يَرْدعُ جيشًا *** مُسرفًا في عدائه خَتّالا
غزّةَ المجدِ صِبْيةً وشيوخًا *** ونساءً حرائرًا ورجالا

أنتِ أعدَدْتِ ما استطعتِ فلاقى *** منكِ جيشُ المكابرين الخَبالا
هم أرادوا بغزّةِ المجد سوءًا *** وأرادوا للصامدين الزّوالا
فأريتِيهِمُ الصّمودَ ثباتًا *** بَهَرَ القومَ أحدثَ الزّلزالا

خيّبَ اللهُ ظنّهم حين لاقَوا *** عَزماتٍ تُحطِّم الأنذالا
غزّةَ المجد قد عرفناكِ جُرحًا *** وعرفناكِ هِمةً ونِضالا
ما تزالينَ في لقاء الأعادي *** صانكِ اللهُ تَضربين المثالا


 

المصدر: صفحة د. عبد الرحمن العشماوي على الفيس بوك

عبد الرحمن بن صالح العشماوي

الشاعر المعروف أستاذ النقد الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 17
  • 0
  • 5,468

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً