إخوان لبنان والعراق ومصلحة الإسلام!

ممدوح إسماعيل

أرسل لي أحد الشباب يقول: "هل رأيت ما فعله إخوان لبنان وتأييده لجيش الدولة اللبناني الطائفي ضد المسلمين؟ والرسالة مليئة بالعبارات الشديدة..!". فأقول له ولغيره من الذين أرسلوا لي: وما الجديد؟! ما فعله إخوان العراق منذ العدوان والاحتلال الأمريكي حتى الآن مناقض لكل قواعد الإسلام ولكنه مُتفِقٌ مع فقه المصلحة عندهم ويا ليتهم حققوا مكاسب بل كل خسارة..!

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -

بسم الله الرحمن الرحيم

أرسل لي أحد الشباب يقول: "هل رأيت ما فعله إخوان لبنان وتأييده لجيش الدولة اللبناني الطائفي ضد المسلمين؟ والرسالة مليئة بالعبارات الشديدة..!".

فأقول له ولغيره من الذين أرسلوا لي: وما الجديد؟!

ما فعله إخوان العراق منذ العدوان والاحتلال الأمريكي حتى الآن مناقض لكل قواعد الإسلام ولكنه مُتفِقٌ مع فقه المصلحة عندهم ويا ليتهم حققوا مكاسب بل كل خسارة..!

وما فعله إخوان الصومال في رئاسة شيخ شريف هو المصلحة لِما يرونهم هم وفقط..!

وأما سوريا الحديث يطول عنها حول هل للإخوان دور في الجهاد في الجبهة السورية؟ وسعيهم لاكتساب ثمرات تضحيات المجاهدين بمكتسب سياسي عبر الائتلاف.

الحقيقة أن الشباب لا يعرفون كيفية تقييم الإخوان في كل بلد لمصلحتهم؛ الأزمة في هؤلاء من الإخوان هي أن رؤيتهم تنحصر بين المصلحة الخاصة للجماعة والإقليمية وترقب دائم لنظرة الغرب لهم ويرون أن ذلك من مصلحة الإسلام الذي هم يُمثِّلونه، ويعيب عنهم مصلحة الأمة بدون حدود تنظيمية لجماعة أو حزب.

وأن الحدود تراب والإسلام هو الحد مع الآخرين وليس شريط على خريطة، وأن الغرب وعلى رأسه أمريكا هم العدو. ربما يرد أحدهم أننا نعلم ذلك صحيح؛ ولكن القرار للحرس الحديدي الذي يتوارث القيادة في جماعة الإخوان في كل بلد لا يعمل بذلك ويحرص على مصلحة الجماعة في كل بلد وِفق تلك الرؤية.

والواقع الذي يتشكَّل الآن من ثورات في العراق وسوريا وفلسطين ومصر وليبيا يفرض على هؤلاء من الشباب والإخوان أن يقوموا بثورة في الفهم والرؤية ضد مصلحة الجماعة لتكون الكلمة العليا ليست مصلحة جماعة الإخوان المسلمين فقط؛ إنما هي مصلحة الإسلام وكل المسلمين تلك هي المشكلة وبيت الداء لمن سأل فهم يعتقدون أن مصلحة الجماعة هي مصلحة الإسلام؟

فهم يعتقدون أن الجماعة هي ممثل الإسلام الصحيح الأولى والأصح والمصلحة مصلحتهم وِفق فهمهم ولذلك يعملون في كل مكان.

وجماعة الإخوان جماعة إسلامية وسطية تقوم بدورٍ كبير في خدمة الإسلام لا شك في ذلك مُطلقًا ولكن في السياسة تجتهد وهي جماعة ليست معصومة وليسوا ملائكة ولا شياطين بل هم بشر مسلمون يُصيبون ويُخطئون وليسوا هم كل المسلمين ولا كل جماعات الإسلام وخندقتهم حول ذاتهم تجعل ما يظهر منهم عنصرية في الفهم، والإسلام العظيم أعظم وأكبر من كل الجماعات، والعاملون للإسلام ينبغي أن يعمل لمصلحة الإسلام وكل المسلمين بدون حدود.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام