العلمانية الجهادية و(كفرني شكرًا)

منذ 2014-08-14

ماذا يعني أن تخرج شرذمة مارقة لتمارس الجهاد الشيوعي، متبنية تفجيرات ممنهجة تستهدف مشاعر ملايين المغاربة المسلمين، داعية إلى دين تبرأ منه أصحابه ومخترعوه منذ عقود، بعد ثبوت عدم نجاعته ومساهمته في تفاقم المشاكل (الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية)، وهي شرذمة اعتادت الاقتيات والأكل من فضلات الأجانب ومكبات نفاياتهم، ولا تجد حرجًا في أن تفرض على عامة الناس النزول إلى أسفل سافلين للتغذي على ما عافته الأمم؟!

يتسلى عدد من العلمانيين المغاربة بطرق الأبواب ثم إطلاق العنان للسيقان مسابقة الريح، بعد رفع الثوب الحياء وإبداء ما وُري من السوءات، وكلما تعالت أصوات التساؤل والاستنكار كلما ازدادت نهيقهم وتعالت ضحكاتهم وهم ينتظرون من سيلاحقهم ويعدو خلفهم؛ ليشبعهم ضربًا وشتمًا على قلة -الترابي- التي تنغص عيش المواطنين المسالمين..

وإلا فماذا يعني أن تخرج شرذمة مارقة لتمارس الجهاد الشيوعي، متبنية تفجيرات ممنهجة تستهدف مشاعر ملايين المغاربة المسلمين، داعية إلى دين تبرأ منه أصحابه ومخترعوه منذ عقود، بعد ثبوت عدم نجاعته ومساهمته في تفاقم المشاكل (الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية)، وهي شرذمة اعتادت الاقتيات والأكل من فضلات الأجانب ومكبات نفاياتهم، ولا تجد حرجًا في أن تفرض على عامة الناس النزول إلى أسفل سافلين للتغذي على ما عافته الأمم؟! وذلك كدليل على التفتح والتحضر، حتى إذا وجدت نفورًا شعبيًا تجاه المطلب الشاذ، وضع الشعب في بوتقة واحدة لتصهرهم هذه الفئة القليلة تحت جام غضبها، شاتمة إياهم بـ"إنهم أناس يتطهرون"، كأنما الطهارة مسبة وشتيمة!

لا أدري ما ينتظره من يحاول تعويض ما فاته من لعب في الصغر عبر رمي أبواب البيوت والنوافذ الآمنة، مخرجًا لسانه، مادًا يد المساعدة والعون لقردة الغضب، كأنما يصلي صلاة الاستسقاء في صيغتها الليبرالية، ليمطر هو ومن علمه وقام على تربيته بأمطار اللعنات وشآبيب السخط والويلات، ولسان حاله يقول: "ها العار.. كفروني".

ولعل من أبرز الرفاق الاستشهاديين الذين ينشطون في المغرب نجد: (عصيدوفيتش)، الذي تبنى عملية (سب الدين واتهام سيد المرسلين)، وكذا الغزوة التي فجر فيها أسس (التعدد)، كما قام بتلطيخ ضريح مولاي إدريس رحمه الله، في غياب تام لدور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى، ليخرج علينا منذ أيام بنكتة: "اعتذر عن الحضور بسبب تهديد إرهابي!".

هكذا غاب الأستاذ المحاضر، وحرمت الجالية الشيوعية بالمغرب من طلته البهية، حرمت من نظارته الطبية التي يعدلها كل مرة على أنفه في إشارة إلى عدم تعوده على وضعها، كما حرمت من أوداجه ومن عروق عنقه، المشرئب إلى إحياء الإلْحاد، إلْغاء الملكية الفرديَّة، إلْغاء التوارث، والتشكيك بنصوص القرآن والسنة على حد سواء، كان عذر الغياب بمثابة الطرفة التي جعلت من يعرف الرجل، يستلقي على قفاه من شدة الضحك، وكأن هناك فرد أو تنظيم يستطيع أن يتفوق على إرهاب الرجل وفصيله..

في بلد تقدر فيه الساكنة بأزيد من (34 مليون) مسلم سني على مذهب الإمام مالك، لا تزال تخرج علينا كل فترة وأخرى مجموعات مسلحة، تتخذ الإرهاب وسيلة ومنهجًا في الحوار مع الأخر، هذا الآخر الذي يراه (الرفاق) شيطانًا يحل دمه وماله وعرضه، وقد اختبر المغاربة سياسة العلمانيين الحدداثيين، أو ما يسمى بـ(العلمانية الجهادية) في أحداث ظهر المهراز، حيث تفنن الرفاق المتحضرون في تقطيع أجساد طلبة ينتمون إلى فصيل آخر بسيوف الساموراي، حتى اذا هدأت الأجواء، وصفت السماء، خرجوا يبررون فشلهم وخلو مزاودهم بالخوف من التهديد الإرهابي -الصنطيحة في بنو علمان سلالة من العمة للخالة-.

إن دعاة الشيوعية التشريقية التخريبية، لا يرون حرجًا في هدم أسس العروبة والإسلام، التي يقوم عليها المغرب، فالمغاربة في قاموس (عاصيدوفيتش) مجرد محتلين ومستعمرين، فرضوا على الأمازيغ اللغة والدين، في استخفاف سافر بعقول من يصنفون كأذكى شعب في العالم، كأنما الأمازيغية حكر على أدعياء لا يمتون بصلة لهذه اللغة..

وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك

يجاهدون مبلغ جهدهم في التعصب والتطرف ليفرضوا انتمائهم بالقوة، يلوون ألسنتهم ليحسبوا منهم ولا هم منهم، ولا يخجلون من حصر ثقافة بأكملها في الغناء والرقص أمام عدسات القنوات الأجنبية، ليثبتوا العرش ثم يبدؤوا النقش -أقصد الهدم-.

حالما يبرهنون للأخر أنهم فعلاً من صلب ورحم (التيفيناغ)، يشرعون في سب الدين والملة، الاستهزاء بنصوص القرآن والسنة، كأنما الأمازيغية هي نصب المنجنيق للدين الإسلامي، الذي ما زال الأمازيغ ومنذ أن جاءهم الإسلام يتبركون بآيات قرآنه ويتعبدون بنصوص سنته، مطلقين على مواليدهم أسماء سيد البشر، طوعًا لا كرهًا، تبركًا وتبتلاً، وذلك ما يلاحظه المراقب المتتبع لأسماء هؤلاء الذين يلتصقون بالأمازيغية كـ(الألگراد) ليأكلوا الغلة ويلعنوا الملة.

(عصيدوفيتش) الذي ما زال قلبه يعيش في زمن (ستالين ولينين) رغم أن قالبه يسرح ويمرح في القرن الواحد والعشرين، وهي حالة نفسية توصف بـ(حالة الانفصال عن الواقع)، وهي مرحلة متقدمة من مرض الاكتئاب، يحاول أن يسلي عن نفسه بالزن على أذان المغاربة كل فترة وأخرى، ليلفت النظر استجداء للمحسنين: "تكفير لله يا محسنين"، فتارة تعمى ذبابة فهمه عن معنى: "أسلم تسلم" فيرمي النبي صلى الله عليه وسلم بالإرهاب ويرفض أن يصلي أو يسلم عليه في محاضراته، ولو كان ملما محيطًا بأبجديات اللغة لما وضع نفسه في هذا الموقف –البايخ-، لكنه فضل أن يعلق فشله وكسله على مشجب:"أنا أمازيغي.. لست عربي"، متناسيًا أن أبرز علماء وفقهاء الدين كانوا ينحدرون من أصول أمازيغية حقيقية..

تارة يخرج هذا المسكين المفلس في طلعة جوية استطلاعية ليدعي بأن المولى إدريس كان شيعيًا، حتى إذا رد ذلك في وجهه بالبينات والحجج خرج -ليها نيشان- ليهدم نسب المولى إدريس ويدعي بأنه ابن سفاح -حاشاه رحمه الله- في استجداء صريح لتكفير المكفرين ولعن اللاعنين..

والعجيب أن هؤلاء اللادينيون الملاحدة (ديالنا)، الذين تجدهم في حرب معلنة وغير مفهومة مع الدين الإسلامي وثوابته، وذلك دون غيره من الأديان، يشهد لسان حالهم بأن لا دين إلا دين محمد، فلا تهجم ولا هجوم إلا على الإسلام، حالما يروا لحية أو حجاب ينتفضون في شدة، منددين بغياب حقوق الإنسان في ظل حرية التعبير، حتى إذا صادفوا راهبة أو قسيسًا من النصارى عمدوا إلى لحس الرمش والتلذذ بالعمش -العوين مع النصارى.. ولا الجلاس خسارة-.

أما مع اليهود فسمن وعسل، حتى أنهم ليعرضون ظهورهم بالمجان لحمل أسفار التوراة ولبس الشاشية والتاليت ولم لا.. (الفرومكا) حتى..

حوارهم مع كل الديانات حوار محترم لا تطاول فيه ولا جرأة، لأنهم يعرفون أن مجرد خطأ في التصرف قد يكلفهم غاليًا، بينما يعتبرون الإسلام (الحائط القصير) الذي يستغلونه للتسلية والترويح عن النفس، في ظل غياب قوانين تحرم سب الدين ورموزه في دولة الأغلبية الساحقة من سكانها هم من المسلمين السنة، وهذا الأمر لا يتعلق بإكراه إسلامي أو بتأثير الإسلاميين أو بضغوطات سياسية، بل هو واقع مسلم به، واقع ساهمت فيه تضحيات رجال ونساء من المملكة على اختلاف لهجاتهم وتقاليدهم، أسسوا لبلاد تسمح بالعيش والتعايش بين أبناء مختلف المناطق تحت راية واحدة، ولم يكن ينتظر (موحى أو حمو الزياني، محمد بن عبد الكريم الخطابي، عسوا وبسلام) وغيرهم من المجاهدين الذين سطروا أروع البطولات، أن يأتي في آخر الزمان من يستغل أسماءهم ليضرب مقومات الدين وحدود الوطن، أو بصيغة أخرى: من يأكل غلة جهادهم وبطولاتهم ويطعن في دينهم وملتهم.

ولا يخفى على أحد من المغاربة (الأقحاح) أن من مرغ أنف المستعمر في التراب من الأمازيغ قبل العرب كانوا يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن، ولا نعرف أحد من المجاهدين كان يتثاقل عن الصلاة أو يهجر القرآن، وصورهم ما زالت تأرق منام العلمانية الجهادية، تتصدر كتب التاريخ والسير مكذبة كل من يريدها (نايضة)، فلا نعرف عنهم رحمهم الله إلا أنهم كانوا ملتحين، متشبثين بالقرآن والسنة، مقصرين ثيابهم، غررهم محجلة من أثر الوضوء، مما يدفعنا للتساؤل عن هوية هؤلاء الأدعياء وسبب بحثهم الدائم عمن يكفرهم، فالواضح أن ما ذاقه حارس الوصيد (جبرو لذيذ ومفيد، والثمن ديالو تيزيد، وحلف حتى يزيد، وعمرو يحيد).

المصدر: موقع هلا بريس الإلكترونية المغربية

نجاة حمص

كاتبة شابة من جنوب المغرب

  • 2
  • 0
  • 2,443

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً