العبادة (9)
ابن تيمية
ومثل هذه العبودية لاتفرق بين أهل الجنة والنار، ولا يصير بها الرجل مؤمناً، كما قال تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}، فإن المشركين كانوا يقرون أن الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيره، قال تعالى {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله}، وقال تعالى: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون . سيقولون لله قل أفلا تذكرون} إلى قوله {قل فأنى تسحرون}.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
ومثل هذه العبودية لاتفرق بين أهل الجنة والنار، ولا يصير بها الرجل مؤمناً، كما قال تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}، فإن المشركين كانوا يقرون أن الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيره، قال تعالى {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله}، وقال تعالى: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون . سيقولون لله قل أفلا تذكرون} إلى قوله {قل فأنى تسحرون}.
وكثير ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها يشهد هذه الحقيقة، وهى الحقيقة الكونية التي يشترك فيها وفي شهودها ومعرفتها المؤمن والكافر والبر والفاجر وإبليس معترف بهذه الحقيقة وأهل النار، قال إبليس: {رب فأنظرني إلى يوم يبعثون}، وقال: {رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين}، وقال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين}، وقال: {أرأيتك هذا الذي كرمت علي}، وأمثال هذا من الخطاب الذي يقر فيه بأن الله ربه وخالقه وخالق غيره، وكذلك أهل النار قالوا: {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين}، وقال تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا}.