العبودية - وجوب الأمر بالمعروف (9)

منذ 2014-08-17

فالمخالف لما بعث به رسوله من عبادته وطاعته وطاعة رسوله لا يكون متبعا لدين شرعه الله كما قال تعالى {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا}، إلى قوله {والله ولى المتقين}، بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله قال تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، وهم فى ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة يقدمونها على ما شرعه الله وتارة يحتجون بالقدر الكوني على الشريعة كما أخبر الله به عن المشركين كما تقدم.

فالمخالف لما بعث به رسوله من عبادته وطاعته وطاعة رسوله لا يكون متبعا لدين شرعه الله كما قال تعالى {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا}، إلى قوله {والله ولى المتقين}، بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله قال تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، وهم فى ذلك تارة يكونون على بدعة يسمونها حقيقة يقدمونها على ما شرعه الله وتارة يحتجون بالقدر الكوني على الشريعة كما أخبر الله به عن المشركين كما تقدم.

ومن هؤلاء طائفة هم أعلاهم قدرا، وهم مستمسكون بالدين في أداء الفرائض المشهورة، واجتناب المحرمات المشهورة، لكن يغلطون في ترك ما أمروا به من الأسباب التي هي عبادة ظانين أن العارف إذا شهد القدر أعرض عن ذلك مثل من يجعل التوكل منهم أو الدعاء ونحو ذلك من مقامات العامة دون الخاصة بناء على أن من شهد القدر علم أن ما قدر سيكون فلا حاجة إلى ذلك وهذا غلط عظيم فإن الله قدر الأشياء بأسبابها كما قدر السعادة والشقاوة بأسبابها كما قال النبى صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق للجنة أهلا خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وبعمل أهل الجنة يعملون»، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم بأن الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب، فقال: «لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له»، أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة فما أمر الله به عباده من الأسباب فهو عبادة والتوكل مقرون بالعبادة كما في قوله تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}، وفي قوله {قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب}، وقول شعيب عليه السلام {عليه توكلت وإليه أنيب}.
 

  • 0
  • 0
  • 2,842
المقال السابق
وجوب الأمر بالمعروف (8)
المقال التالي
وجوب الأمر بالمعروف (11)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً