العبودية - وجوب الأمر بالمعروف (12)

منذ 2014-08-18

وقد قيل أن الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال اقتران بل يكون من هذا الباب والتحقيق أن هذا ليس لازما، قال تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال}، وقال تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم}.

وهذا الباب يكون تارة مع كون أحدهما بعض الأخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص وتارة تكون دلالة الاسم تتنوع بحال الانفراد والاقتران فإذا أفرد عم وإذا قرن بغيره خص كاسم الفقير والمسكين لما أفرد أحدهما في مثل قوله: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله}، وقوله: {أو طعام عشرة مساكين}، دخل فيه الأخر ولما قرن بينهما في قوله إنما الصدقات للفقراء والمساكين صارا نوعين.

وقد قيل أن الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال اقتران بل يكون من هذا الباب والتحقيق أن هذا ليس لازما، قال تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال}، وقال تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم}.

وذكر الخاص مع العام يكون لأسباب متنوعة تارة لكونه له خاصية ليست لسائر أفراد العام كما في نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وتارة لكون العام فيه إطلاق قد لا يفهم منه العموم كما في قوله: {هدى للمتقين}، {والذين يؤمنون الغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}، فقوله يؤمنون بالغيب يتناول الغيب الذي يجب الإيمان به لكن فيه إجمال فليس فيه دلالة على أن من الغيب ما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وقد يكون المقصود أنهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالإخبار بالغيب وهو ما أنزل إليك وما أنزل من قبلك.
 

  • 0
  • 0
  • 1,284
المقال السابق
وجوب الأمر بالمعروف (11)
المقال التالي
وجوب الأمر بالمعروف (13)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً