الفرق بين الخالق والمخلوق (6)
ابن تيمية
وهذا النوع الذي عليه اتباع الأنبياء هو الفناء المحمود الذي يكون صاحبه به ممن أثنى الله عليهم من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
وأما النوع الثالث، وهو الفناء في الموجود، فهو تحقيق آل فرعون ومعرفتهم وتوحيدهم كالقرامطة وأمثالهم.
وهذا النوع الذي عليه اتباع الأنبياء هو الفناء المحمود الذي يكون صاحبه به ممن أثنى الله عليهم من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين.
وليس مراد المشائخ والصالحين بهذا القول أن الذي أراه بعيني من المخلوقات هو رب الأرض والسموات، فإن هذا لا يقوله إلا من هو في غاية الضلال والفساد، إما فساد العقل وإما فساد الاعتقاد فهو متردد بين الجنون والإلحاد.
وكل المشائخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها من أن الخالق سبحانه مباين للمخلوقات، وليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه يجب أفراد القديم عن الحادث، وتمييز الخالق عن المخلوق وهذا في كلامهم.