العبودية - الفرق بين الخالق والمخلوق (7)
أكثر من أن يمكن ذكره هنا وهم قد تكلموا على ما يعرض للقلوب من الأمراض والشبهات وأن بعض الناس قد يشهد وجود المخلوقات فيظنه خالق الأرض والسموات لعدم التمييز الفرقان في قلبه بمنزلة من رأى شعاع الشمس، فظن أن ذلك هو الشمس التي في السماء.
أكثر من أن يمكن ذكره هنا وهم قد تكلموا على ما يعرض للقلوب من الأمراض والشبهات وأن بعض الناس قد يشهد وجود المخلوقات فيظنه خالق الأرض والسموات لعدم التمييز الفرقان في قلبه بمنزلة من رأى شعاع الشمس، فظن أن ذلك هو الشمس التي في السماء، وهم قد يتكلمون في الفرق والجمع ويدخل في ذلك من العبارات المتلفة نظير ما دخل في الفناء، فإن العبد إذا شهد التفرقة والكثرة في المخلوقات يبقى قلبه بها متشتتا ناظرا إليها متعلقا بها، إما محبة، وإما خوفا، وإما رجاء، فإذا انتقل إلى الجمع اجتمع قلبه على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فالتفت قلبه إلى الله بعد التفافه إلى المخلوقين فصارت محبته لربه وخوفه من ربه، ورجاؤه لربه واستعانته بربه، وهو في هذا الحال قد لا يسع قلبه النظر إلى المخلوق، ليفرق بين الخالق والمخلوق، فقد يكون مجتمعا على الحق معرضا عن الخلق نظرا وقصدا وهو نظير النوع الثاني من الفناء.
- التصنيف:
- المصدر: