وجماع الدين أصلان (2)
ابن تيمية
قال تعالى {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون}، فجعل الإيتاء لله والرسول، كما قال {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، وجعل التوكل على الله وحده بقوله {وقالوا حسبنا الله} ولم يقل ورسوله.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
قال تعالى {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون}، فجعل الإيتاء لله والرسول، كما قال {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، وجعل التوكل على الله وحده بقوله {وقالوا حسبنا الله} ولم يقل ورسوله.
كما قال في الآية الأخرى {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}، ومثله قوله {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين}، أي حسبك وحسب المؤمنين كما قال {أليس الله بكاف عبده}، ثم قال سيؤتينا الله من فضله ورسوله فجعل الإيتاء لله والرسول وقدم ذكر الفضل لأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وله الفضل على رسوله وعلى المؤمنين، وقال {إنا إلى الله راغبون}، فجعل الرغبة إلى الله وحده كما في قوله {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس «إ »، والقرآن يدل على مثل هذا في غير موضع.