تدبر - [352] سورة غافر (1)
محمد علي يوسف
- التصنيفات: التفسير -
الولاء الإيماني والحب في الله لا يعرفان حدود الزمان و لا المكان و لا نوع الخلق
ألم تر إلى الملائكة حملة العرش كم بينهم وبين البشر من فروق هائلة واختلافات في الخلق والخصائص و كم لديهم من عظيم التكليف و شُغُل التسبيح و التحميد و التقديس
ورغم هذا لم يشغلهم كل ذلك ولم تثنهم تلك المسافات ولم تغفلهم تلك الاختلافات عن الدعاء للمؤمنين و الاستغفار للتائبين !
تأمل قولهم : {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}
تأمل حبهم الخير لك ورجاءهم الجنة لك { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
تأمل حرصهم عليك و خوفهم عليك من طريق المعاصي الذي يتجلى في دعائهم { وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
وكذلك الحب في الله حين تخالط بشاشته القلوب لابد أن يثمر محبة الخير و الصلاح لمحبوبه حتى مهما باعدت بينهما المسافات و فرقت بينهما الاختلافات
بل حتى لو كان خلقا آخر!