تدبر - تدبر - [354] سورة غافر (3)

منذ 2014-08-24

ولقد كتم مؤمن آل فرعون إيمانه مترخصا وكان له ذلك
لكن لحظة فاصلة جعلته لا يستطيع الكتم أكثر من ذلك
تلك اللحظة التي قرر فيها فرعون قتل موسى عليه السلام
هنا قرر أن يقوم لله قومة
قرر أن يصدع بما في صدره وقد كتمه طويلا..
آن أوان الجهر، فقد عظم الكيد، وبلغ الظلم مبلغه وصارت هلكة حبيبه ومعلمه وسبب هدايته وشيكة..
الرجل سيُقتل، والملأ يهللون لقرار الظالم الكفور..
و ما طيب العيش بعد ذلك؟!

رغم أن كلماته غالبا لن تحدث فارقا مع أمثال فرعون
ورغم أنه سيواجه جبارا طاغيا، ربما لم تعرف البشرية يوما مثله..
ورغم أن ما فعله بامرأته نفسها عبرة حين لم يرع ودها، ولم يذكر عشرتها بل أطاح بها، وبماشطة ابنته وأطفالها، فور علمه أنهما قد اتبعتا من يتبعه هذا المؤمن
فهل سيرعى له قربى، أو يتذكر رحما وصلت بينهما؟
لو تكلم سيصيبك ما سيصيب موسى من مصير..
فما أغناه اليوم عن هذا، وهو على ما هو عليه من الجاه والسلطان..
إنه رجل من الأسرة الحاكمة، وكفى بها مكانة..
هل سيضيع كل ذلك بكلمة؟!
لكن من قال أنها مجرد كلمة؟
إنها كلمة حق وموقف صدق تعين الاحتياج إليه

إنه الحق وكفى به قيمة..
لا يعدل به منصب، ولا تساوى به مكانة، ولن يثنيه عنه أذى يلحق به..
لسوف يصدع الرجل بكلمة الحق، وليكن بعدها ما يكون وليقضي الله أمرا كان مفعولا

{أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}

  • 2
  • 0
  • 9,118
المقال السابق
تدبر - [353] سورة غافر (2)
المقال التالي
تدبر - [355] سورة غافر (4)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً