(13)
بكر بن عبد الله أبو زيد
القديم والأزلي في كونهم ليسو من أسماء الله تعالى
في قولهم الأجانب بدلا من الكفار.
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
"القديم"
في منظومة المقدسي لمفردات الإمام أحمد رحمه الله تعالى قال: "الحمد لله القديم الأحد الواحد الفرد العظيم الصمد"،
وفي منظومة السفاريني في العقيدة قال:
"الحمد لله القديم الباقي مسبب الأسباب والأرزاقِ"،
وبما أن أسماء الله تعالى توقيفية فإن لفظ "القديم" لا يرتضي السلف تسمية الله به؛ لعدم ورود النص به، لكن يصح الإخبار به عن الله تعالى؛ لأن باب الإخبار والصفات أوسع من باب الإنشاء والأسماء. والله أعلم".
"الأزلي"
إطلاقه على الله تعالى لم يأت به نص؛ فيمتنع جعله اسماً الله سبحانه.
"واجب الوجود"
في إطلاقه على الله تعالى إجمال مانع من فهم المراد، وبيان مفصلًا لدى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع من كتبه.
"الأجانب"
في مقال حافل شمل عدة ألفاظ معاصرة، جاء في مجلة (البعث الإسلامي) بعنوان: (التغريب يشمل الألفاظ) للأستاذ على القاضي، هذا نصه بطوله:
"المجتمع الإسلامي في الماضي كان يستعمل ألفاظًا تحمل مدلولات إسلامية، لا يختلف أحد في فهمها ولا في استعمالها، ولا تدور المناقشات حولها.
ثم جاء الاستعمار العسكري للبلاد الإسلامية الذي تبعه الاستعمار الفكري، فعمل على تغيير الألفاظ، وتغيير مدلولاتها، فيسير المسلمون في اتجاه الحضارة الغربية، ويتركون الحضارة الإسلامية.
لقد دعا الغربيون إلى استعمال اللغات العامية بدلًا من استعمال اللغة العربية بحجة أو يأُخرى، ولم ينجحوا كثيرًا في هذا الاتجاه، ثم بدأوا يغيرون التعبيرات التي لها حيوية إسلامية، ومدلولات تحرك المشاعر والسلوك، إلى تعبيرات أٌخرى لها مدلولات أُخرى.
ومن هنا فقد قام المستشرقون بحملة منظمة على أُسس دقيقة؛ ليحدثوا تغييرات في التعبيرات الإسلامية، فأحلُّوا تعبيرات غريبة محل التعبيرات الإسلامية، ومع مرور الزمان تبهت المعاني الإسلامية شيئًا فشيئًا، حتى تنمحي أو تكاد، وتثبت المعاني الغريبة عن الإسلام... وإذا أراد المسلم أن يرجع إلى أصل هذه التعبيرات، فإنه يرجع إلى الخليفة الثقافية الغربية -وحينئذ يتم للغرب ما يريد من تغريب المسلمين- الأمر الذي يمكِّن لهم من ديارهم كما يمكِّن لهم من عقولهم، ومن هذه التعبيرات:
الأجانب: بدلًا من الكُفِّار.
الحرب: بدلًا من الجهاد.
التراث: بدلًا من الإسلام.
المساعي الحميدة: بدلًا من الصلح بين طائفتين من المسلمين.
الوطنية والقومية: بدلًا من الإسلامية.
إلى غير ذلك من التعبيرات التي تسربت إلى ثقافتنا الحديثة بدون أن نشعر، وبعد فترة بدأت هذه البذور تأتي بثمارها.
فقد أصبح الكفار يعيشون في بلادنا على أنهم أجانب فقط، ومن الممكن أن يكون الأجنبي أيضًا مسلمًا، وأن يكون عربيًا، لأنه من غير البلد الذي يعيش فيه، ومن الممكن أيضًا أن يكون الأجنبي أرقى ثقافة وأكثر مدنية.
وبالتالي فالمسلم لا يرى أن هؤلاء الكفار دونه في شيء، وأنه مطالب بهدايتهم إلى الإسلام، فيبدأ في الاقتداء بهم، وتنمحي صورة المسلم شيئًا فشيئًا، ويصير الأمر إلى ما نرى في بلادنا الإسلامية من الاقتداء بالأجانب، والاقتناع بأنهم المثل الأعلى في التربية.
ثم إلى الاقتناع بأن التمسك بالإسلام هو سبب التأخر في المجتمعات الإسلامية التي تتمسك به، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك.
واستعملت كلمة الحرب، بدلًا من الجهاد: لأن الجهاد يعطي ظلاله الإسلامية فهو حرب ضد أعداء الإسلام، وهو جهاد في سبيل الله تعالى، ومن يقتل في سبيل الله فإنه شهيد.