الدعوة إلى وحدة الأديان (الإبراهيمية)
عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
إن من يحدّث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية
كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين بين الحق والباطل وبين الكفر
والإيمان
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -
*
إن من الموالاة العملية التي تناقض الإيمان: إقامة مؤتمرات وتنظيم ملتقيات من أجل تقرير وحدة الأديان، وإزالة الخلاف العقدي، و إسقاط الفوارق الأساسية فيما بين تلك الديانات، وذلك من أجل توحيد هذه الملل المختلفة على أساس الاعتراف بعقائدهم وصحتها، وقد يطلقون على هذه الوحدة المزعومة بين الديانات الثلاث (الإسلام والنصرانية واليهودية) ما يسمى بالديانة الإبراهيمية، أو الديانة العالمية.
وقد نشأت هذه الدعوات المضللة في أحضان التنصير، والصهيونية العالمية (2) كما كان للبهائية مشاركة في إيجاد دين يوافق عليه الجميع! (3).ويذكر أن من أشهر دعاة وحدة الأديان في العصر الحديث جمال الدين الفارسي، والمشهور بالأفغاني (4)، فقد كان له دور خطير في السعي إلى توحيد الأديان الثلاثة (5)، وتلقف هذه الدعوة من بعده تلميذه محمد عبده (6) فقد كان له مشاركة في التوفيق بين الإسلام والنصرانية (7). ومن الدعاة لهذه العقيدة الضالة في السنوات الأخيرة: رجاء جارودي كما هو واضح في رسالته المسماة بـ " وثيقة أشبيلية " (8). . وهذه الفكرة الخبيثة قد وجدت قديماً عند ملاحدة الصوفية كابن سبعين (9) وابن هود (10) والتلمساني (11)، وقد أشار إلى ذلك ابن تيمية - رحمه الله - في أكثر من موضع في كتبه، فمن ذلك قوله: - " كان هؤلاء كابن سبعين ونحوه يجعلون أفضل الخلق " المحقق " عندهم، وهو القائل بالوحدة، وإذا وصل إلى هذا فلا يضره عندهم أن يكون يهودياً أو نصرانياً، بل كان ابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم يسوغون للرجل أن يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالإســلام، ويجعلون هذه طرقاً إلى الله بمنزلة مذاهب المسلمين (12) ". كما وجدت عند التتار، يقول ابن تيمية في ذلك: - " وكذلك الأكابر من وزرائهم وغيرهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى، وأن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين (13) ".
ولما كانت الدعوة إلى وحدة الأديان كفراً بواحاً، وردة ظاهرة، يدركها العوام فضلاً عن الخواص، لذا فقد حرص أعداء هذا الدين على إيجاد ذرائع مبطنة واستحداث وسائل مقنعة للوصول إلى مآربهم في هذه القضية، ولذا نجدهم ابتداء يجاهرون بضرورة التعايش بين الأديان، والحوار فيما بينها، ثم ينعقون بالحاجة الملحة إلى زمالة الأديان والتقارب فيما بينها من أجل مواجهة قوى الإلحاد والتيارات المادية. ويأتي " النظام الدولي الجديد " عاملاً رئيساً في إحياء تلك الشجرة الخبيثة، كما هو ظاهر في مثل هذه الأيام القريبة، من كثرة المؤتمرات والملتقيات التي تسعى إلى وحدة و" خلط " الديانات.
إن الدعوة إلى وحدة الأديان كفر صريح، لما تتضمنه من تكذيب للنصوص الصحيحة الظاهرة، والتي تقرر قطعياً بأن دين الإسلام الكامل، والذي أتم الله به النعمة، ورضيه لنا ديناً، أنه هو الناسخ لما سبقه من ديانات اعتراها التحريف والتبديل، قال - تعالى -: - {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، كما أن هذا القرآن حجة على كل من بلغه.يقول - تعالى -: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغ} [الأنعام: 19] كما أن بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم للثقلين كافة، قال - تعالى -: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]. وقال _تعالى -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
كما أن الدعوة إلى وحدة الأديان عبارة عن إنكار لأحكام كثيرة معلومة الدين بالضرورة، منها:
استحلال موالاة الكفار، وعدم تكفيرهم، وإلغاء الجهاد في سبيل الله - تعالى - وتوابعه..الخ.وقد حرم الله - تعالى - موالاة الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، فقال - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء} [المائدة: 51]. وخص - سبحانه - الولاية بقوله - تعالى -: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} [المائدة: 55]. وقد شهد الله - تعالى - عليهم بالكفر في آيات كثيرة، منها قوله - تعالى -: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران: 70]. وقـال - تعالى -: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1]. يقول ابن حزم: " واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً، واختلفوا في تسميتهم مشركين. (14) ". ويقول القاضي عياض: " ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك(15) ".
وتتضمن دعوة وحده الأديان تجويزاً وتسويغاً لاتباع غير دين الإسلام، وهذا كفر يناقض الإيمان، فمن اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة - محمد - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى - عليه السلام - فهو كافر. يقول ابن تيمية: " ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر، وهو ككفر مَن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب. (16) ".
وفي نهاية هذه المسألة نقول: " إن من يحدّث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين بين الحق والباطل وبين الكفر والإيمان وما مثله إلا كما قيل:
أيها المنكح الثريا سهـيلا *** عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت *** وسهيل إذا استقل يمان " (17)
_________________
* أصل المقالة مأخوذ من رسالة دكتوراه بعنوان: (نواقض الإيمان القولية والعملية) لـ د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف.. وقد أجيزت مع مرتبة الشرف الأولى، وتكونت لجنة المناقشة من فضيلة الشيخ د. سالم بن عبدالله الدخيل (- رحمه الله - رحمة واسعة) مشرفاً، وفضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان عضواً، وفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك عضواً.
(2) انظر الاتجاهات الوطنية لمحمد محمد حسين 2/318 320 والإسلام والأديان لمحمد عوض ص 35.
(3) انظر الاتجاهات الوطنية لمحمد محمد حسين 2/321.
(4) جمال الدين بن صفدر بن علي المشهور بالأفغاني، واسع الاطلاع على مختلف العلوم، ورحل إلى عدة بلدان، واشتغل بالسياسة، له مؤلفات، ذو شخصية غامضة، صاحب أفكار منحرفة، توفي بتركيا سنة 1314 هـ.
انظر: - معجم المؤلفين 3/154، الإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين ص 63.
(5) دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام لمصطفى غزال ص 241.
(6) محمد عبده بن حسن آل التركماني، فقيه، مفسر، متكلم، مارس التعلم، واشتغل بالسياسة والقضاء، له مؤلفات، صاحب نزعة عقلية، وميول غربية، توفي بالإسكندرية سنة 1323 هـ.
انظر: معجم المؤلفين 10/272، الإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين ص 63.
(7) الاتجاهات الوطنية لمحمد محمد حسين 2/319 والإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين ص 197، 198.
(8) انظر كتاب: لا لجارودي ووثيقة أشبيلية لسعد ظلام، والإسلام والأديان لمحمد عوض ص 11-20.
(9) عبد الحق بن إبراهيم بن محمد الرقوطي، اشتغل بالفلسفة فأصابه إلحاد، وجاور بغار حراء راجياً النبوة، هلك عام 669هـ.
انظر: البداية والنهاية 13/261، شذرات الذهب 5/329.
(10) حسن بن علي المغربي الأندلسي، متصوف فيلسوف، له صلة باليهود، صاحب شطح وذهول، هلك عام 699 هـ.
انظر شذرات الذهب 5/446، الأعلام 2/203.
(11) أبو الربيع سليمان بن علي بن عبد الله العابدي، شاعر نحوي، نسب إليه حلول واتحاد وزندقة، له مؤلفات، هلك عام 690 هـ
انظر: البداية والنهاية 13/326، وشذرات الذهب 5/412.
(12) الصفدية 1/268، وانظر: الصفدية 1/98، 99، والرد على المنطقيين ص 282 ومجموع الفتاوى 14/165
(13) مجموع الفتاوى 28/523.
(14) مراتب الإجماع ص 119، 120.
(15) الشفا 2/1071.
(16) مجموع الفتاوى 28/524، وانظر مختصر الفتاوى المصرية ص 507.
(17) فتاوى اللجنة الدائمة 2/85.
25/3/1429 هـ
موقع المختار الإسلامي
إن من الموالاة العملية التي تناقض الإيمان: إقامة مؤتمرات وتنظيم ملتقيات من أجل تقرير وحدة الأديان، وإزالة الخلاف العقدي، و إسقاط الفوارق الأساسية فيما بين تلك الديانات، وذلك من أجل توحيد هذه الملل المختلفة على أساس الاعتراف بعقائدهم وصحتها، وقد يطلقون على هذه الوحدة المزعومة بين الديانات الثلاث (الإسلام والنصرانية واليهودية) ما يسمى بالديانة الإبراهيمية، أو الديانة العالمية.
وقد نشأت هذه الدعوات المضللة في أحضان التنصير، والصهيونية العالمية (2) كما كان للبهائية مشاركة في إيجاد دين يوافق عليه الجميع! (3).ويذكر أن من أشهر دعاة وحدة الأديان في العصر الحديث جمال الدين الفارسي، والمشهور بالأفغاني (4)، فقد كان له دور خطير في السعي إلى توحيد الأديان الثلاثة (5)، وتلقف هذه الدعوة من بعده تلميذه محمد عبده (6) فقد كان له مشاركة في التوفيق بين الإسلام والنصرانية (7). ومن الدعاة لهذه العقيدة الضالة في السنوات الأخيرة: رجاء جارودي كما هو واضح في رسالته المسماة بـ " وثيقة أشبيلية " (8). . وهذه الفكرة الخبيثة قد وجدت قديماً عند ملاحدة الصوفية كابن سبعين (9) وابن هود (10) والتلمساني (11)، وقد أشار إلى ذلك ابن تيمية - رحمه الله - في أكثر من موضع في كتبه، فمن ذلك قوله: - " كان هؤلاء كابن سبعين ونحوه يجعلون أفضل الخلق " المحقق " عندهم، وهو القائل بالوحدة، وإذا وصل إلى هذا فلا يضره عندهم أن يكون يهودياً أو نصرانياً، بل كان ابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم يسوغون للرجل أن يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالإســلام، ويجعلون هذه طرقاً إلى الله بمنزلة مذاهب المسلمين (12) ". كما وجدت عند التتار، يقول ابن تيمية في ذلك: - " وكذلك الأكابر من وزرائهم وغيرهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى، وأن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين (13) ".
ولما كانت الدعوة إلى وحدة الأديان كفراً بواحاً، وردة ظاهرة، يدركها العوام فضلاً عن الخواص، لذا فقد حرص أعداء هذا الدين على إيجاد ذرائع مبطنة واستحداث وسائل مقنعة للوصول إلى مآربهم في هذه القضية، ولذا نجدهم ابتداء يجاهرون بضرورة التعايش بين الأديان، والحوار فيما بينها، ثم ينعقون بالحاجة الملحة إلى زمالة الأديان والتقارب فيما بينها من أجل مواجهة قوى الإلحاد والتيارات المادية. ويأتي " النظام الدولي الجديد " عاملاً رئيساً في إحياء تلك الشجرة الخبيثة، كما هو ظاهر في مثل هذه الأيام القريبة، من كثرة المؤتمرات والملتقيات التي تسعى إلى وحدة و" خلط " الديانات.
إن الدعوة إلى وحدة الأديان كفر صريح، لما تتضمنه من تكذيب للنصوص الصحيحة الظاهرة، والتي تقرر قطعياً بأن دين الإسلام الكامل، والذي أتم الله به النعمة، ورضيه لنا ديناً، أنه هو الناسخ لما سبقه من ديانات اعتراها التحريف والتبديل، قال - تعالى -: - {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، كما أن هذا القرآن حجة على كل من بلغه.يقول - تعالى -: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغ} [الأنعام: 19] كما أن بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم للثقلين كافة، قال - تعالى -: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]. وقال _تعالى -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
كما أن الدعوة إلى وحدة الأديان عبارة عن إنكار لأحكام كثيرة معلومة الدين بالضرورة، منها:
استحلال موالاة الكفار، وعدم تكفيرهم، وإلغاء الجهاد في سبيل الله - تعالى - وتوابعه..الخ.وقد حرم الله - تعالى - موالاة الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، فقال - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء} [المائدة: 51]. وخص - سبحانه - الولاية بقوله - تعالى -: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} [المائدة: 55]. وقد شهد الله - تعالى - عليهم بالكفر في آيات كثيرة، منها قوله - تعالى -: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران: 70]. وقـال - تعالى -: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1]. يقول ابن حزم: " واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً، واختلفوا في تسميتهم مشركين. (14) ". ويقول القاضي عياض: " ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك(15) ".
وتتضمن دعوة وحده الأديان تجويزاً وتسويغاً لاتباع غير دين الإسلام، وهذا كفر يناقض الإيمان، فمن اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة - محمد - صلى الله عليه وسلم - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى - عليه السلام - فهو كافر. يقول ابن تيمية: " ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر، وهو ككفر مَن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب. (16) ".
وفي نهاية هذه المسألة نقول: " إن من يحدّث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين بين الحق والباطل وبين الكفر والإيمان وما مثله إلا كما قيل:
أيها المنكح الثريا سهـيلا *** عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت *** وسهيل إذا استقل يمان " (17)
_________________
* أصل المقالة مأخوذ من رسالة دكتوراه بعنوان: (نواقض الإيمان القولية والعملية) لـ د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف.. وقد أجيزت مع مرتبة الشرف الأولى، وتكونت لجنة المناقشة من فضيلة الشيخ د. سالم بن عبدالله الدخيل (- رحمه الله - رحمة واسعة) مشرفاً، وفضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان عضواً، وفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك عضواً.
(2) انظر الاتجاهات الوطنية لمحمد محمد حسين 2/318 320 والإسلام والأديان لمحمد عوض ص 35.
(3) انظر الاتجاهات الوطنية لمحمد محمد حسين 2/321.
(4) جمال الدين بن صفدر بن علي المشهور بالأفغاني، واسع الاطلاع على مختلف العلوم، ورحل إلى عدة بلدان، واشتغل بالسياسة، له مؤلفات، ذو شخصية غامضة، صاحب أفكار منحرفة، توفي بتركيا سنة 1314 هـ.
انظر: - معجم المؤلفين 3/154، الإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين ص 63.
(5) دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام لمصطفى غزال ص 241.
(6) محمد عبده بن حسن آل التركماني، فقيه، مفسر، متكلم، مارس التعلم، واشتغل بالسياسة والقضاء، له مؤلفات، صاحب نزعة عقلية، وميول غربية، توفي بالإسكندرية سنة 1323 هـ.
انظر: معجم المؤلفين 10/272، الإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين ص 63.
(7) الاتجاهات الوطنية لمحمد محمد حسين 2/319 والإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين ص 197، 198.
(8) انظر كتاب: لا لجارودي ووثيقة أشبيلية لسعد ظلام، والإسلام والأديان لمحمد عوض ص 11-20.
(9) عبد الحق بن إبراهيم بن محمد الرقوطي، اشتغل بالفلسفة فأصابه إلحاد، وجاور بغار حراء راجياً النبوة، هلك عام 669هـ.
انظر: البداية والنهاية 13/261، شذرات الذهب 5/329.
(10) حسن بن علي المغربي الأندلسي، متصوف فيلسوف، له صلة باليهود، صاحب شطح وذهول، هلك عام 699 هـ.
انظر شذرات الذهب 5/446، الأعلام 2/203.
(11) أبو الربيع سليمان بن علي بن عبد الله العابدي، شاعر نحوي، نسب إليه حلول واتحاد وزندقة، له مؤلفات، هلك عام 690 هـ
انظر: البداية والنهاية 13/326، وشذرات الذهب 5/412.
(12) الصفدية 1/268، وانظر: الصفدية 1/98، 99، والرد على المنطقيين ص 282 ومجموع الفتاوى 14/165
(13) مجموع الفتاوى 28/523.
(14) مراتب الإجماع ص 119، 120.
(15) الشفا 2/1071.
(16) مجموع الفتاوى 28/524، وانظر مختصر الفتاوى المصرية ص 507.
(17) فتاوى اللجنة الدائمة 2/85.
25/3/1429 هـ
موقع المختار الإسلامي
المصدر: موقع المختار الإسلامي